لفت مفتي ​الجمهورية​ ​الشيخ عبد اللطيف دريان​ خلال زيارته ضريح رئيس الحكومة الراحل ​رفيق الحريري​ إلى انه "نبحث عن ​لبنان​، يا دولة الرئيس الشهيد، فلا نجده، نبحث عن ​بيروت​ التي أكلتها ​الحرائق​، وابتلعها الأعصار، فلا نجدها، أزال معالمها الحقد، غطى سماءها الدخان، وغابت عنها ​الشمس​، ورحل عنها ​القمر​، ودخلت عالم النسيان". وأضاف "هدموا بيروت، يا دولة الرئيس، بيروت التي أعدت بناءها وإعمارها ورددتها إلى أهلها وللوطن، وحملتها إلى ​العالم​ وحملت العالم إليها، بفخر وإعتزاز، هدموها، أشعلوا النيران فيها، جعلوها رماداً، وتركوها، استغنوا بوجوههم عنها، وبات العالم يسأل عنها وعنا، ولا من يجيب، يا دولة الرئيس، ما من مجيب، ترك ​اللبنانيون​ لمصيرهم، وترك لبنان لقدره، ما عاد أحد يسأل، ولا أحد يتجرأ على السؤال، أضاعوا الوطن، هدّموا ​الاقتصاد​، فرطوا بالامانة، أشاعوا الفوضى وتركوا الناس في حالة ضياع، لا أمن ولا أمان، ولا راع ولا رعاة، ما همهم، والناس، الناس تكتوي من القهر والجوع وذل السؤال، هل تصدق، اللبنانيون، يلهثون وراء لقمة عيشهم، يستعصي الأمر على التصديق، ولكنها الحقيقة المرة، وقد يكون كل ذلك مقبولاً، أيعقل ذلك، ولكن ألا تجد من يسأل، من لا يسمع أنين الناس، من لا يرى دموع المفجوعين والمتألمين، فأمر لا يصدق، هي مأساة ما بعدها مأساة، ماذا يعمل اللبنانيون مع فقدان البصيرة، نعم، يا دولة الرئيس، نحن في حالة فقدان البصيرة".

وقال: "من اغتالك أراد أغتيال لبنان، وهم الآن يمعنون في قتله واغتياله ومحاصرة شعبه من خلال إعاقة ​تشكيل الحكومة​ الانقاذية البعيدة عن كل الأهواء والمحاصصات الخارجة عن مصلحة لبنان وشعبه وما يعانيه لبنان واللبنانيون الآن من خوف وقلق وشبح الاغتيالات الآثمة والمحرمة والتي يمكن في حال استمرارها أن تؤدي الى إلغاء مقومات هذا الوطن ويصبح في خبر كان".