لفت الأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ في كلمة بماسبة ذكرى "​شهداء المقاومة​" إلى انه "سمعنا قبل أيام من أكثر من نائب وبعض الاوساط التي تتحدث وتهدد أنه إذا لم يوقع الرئيس ميشال عون على تشكيل الحكومة سنسعى للحصول على قرار دولي تحت الفصل السابع، ولصاحب هذا التصريح نقول ان هذا موقف مستهجن ومرفوض لأن أي كلام عن قرار دولي تحت الفصل السابع، وهو دعوة إلى الحرب واحتلال لبنان من قوات أجنبية". وقال: "لا أحد يمزح بهذا الموضوع، هذا موضوع أكبر بكثير من السجالات السياسية ذات الطابع المحلي". وشدد على انه "نرفض أي شكل من أشكال التدويل ونراه خطر على لبنان ومستقبله".

واعتبر ان "تدويل الملف اللبناني يتنافى مع السيادة وقد يكون غطاء لاحتلال جديد، وألفتُ عناية من يدعون إلى التدويل انه قد تكون البداية عندكم لكن عندما يصبح الملف عند الكبار ماذا يضمن لكم المحافظة على مصالح لبنان؟، ممكن من خلال تدويل الملف ان يفتح الباب على مصراعيه أمام مشروع التوطين، والتدويل قد يوصلنا إلى فرض التوطين على لبنان وترسيم الحدود البحرية مع العدو وتضييع حدود أو تضييع مياه، هذا مدخل خطر مع احترامنا لمن يطرح هذه الفكرة ونشعر ان طرح فرقة التدويل هي للاستقواء لبعض الفرقاء على فرقاء لبنانيين آخرين ".

وردا على الاتهامات التي تطال حزب الله، أوضح انه "عند كل حادث يحصل في لبنان تنبري جوقة اعلامية معروفة لتوجيه الاتهامات والادعاءات إلى حزب الله والمقاومة في لبنان وتستخدم لذلك شبكات تواصل اجتماعي ووسائل اعلام محلية، ونحن نقول أن "كل اناء ينضح بما فيه" والشتام ضعيف وهذه المواقف تعبر عن ضعف ودليل احباط". وشدد على انه "نحن أقوياء ولسنا محبطين لكي نقابل هذه الحملات بالمثل وهي لا تؤثر علينا، وأدعو جمهور المقاومة والمحب لهذا الخط، إلى عدم المقابلة بالمثل والرد على الشتائم".

وأشار نصرالله إلى انه "في الشرائع والقوانين كل متهم بريء حتى تثبت إدانته، إلا في لبنان، حزب الله متهم ومدان حتى تثبت براءته"، سائلا "هل تريدون ان نطبق هذه القاعدة على كل جهة حزبية في مناطق نفوذها في لبنان؟ هذا لا يستند إلى منطق". وأضاف "من أغرب القواعد في لبنان ايضا "أنت القاتل حتى تكشف لنا من القاتل"، ففي انفجار مرفأ بيروت قالوا "أنت يا حزب الله السبب حتى تكشف لنا حقيقة الانفجار"، "أنت المسؤول حتى تكشف لنا من هو المسؤول". واعتبر ان "ما يجري ضدنا من اتهامات هو خارج كل الأعراف والشرائع والقواعد القانونية".

ولفت إلى انه "إذا كان الهدف تشويه صورة المقاومة لدى جمهورها، فإن هذه الحملة تعطي نتائج عكسية وأثبتت الايام الماضية ان هذا الجمهور يزداد تمسكا بالمقاومة وشعورا بمظلوميتها والدفاع عنها والحضور إلى جانبها".

وعن التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، ذكّر السيد نصرالله بما قاله في كلمته الأخيرة عن التحقيقات ومطالبته قيادة الجيش والقوى الأمنية بالاعلان عن نتائج التحقيق الفني والتقني لأن الاعلان مهم جدا للبلد على المستوى العاطفي لعوائل الشهداء ومن هدّمت منازلهم، لافتا إلى انه "تابعنا هذا الأمر مع قيادة الجيش وقوى الامن ورئاسة الجمهورية، والكل قال لنا ان هذا الموضوع لا يمكن الاعلان عنه من قبل الجيش والقوى الأمنية، إذا المسألة اليوم عند القضاء، وهذه الجهة المعنية من واجبها الاعلان عن نتائج التحقيق التقني والفني".

وفي السياق، لفت إلى ان "شركات التأمين حتى اليوم لا تعوّض على الناس المتضررة بانتظار التحقيق، هذا الموضوع تم نقله إلينا من قبل الناس، إلى حد ما قيل لنا انه قد تبلغ قيمة التعويضات التي يجب ان تدفع للمتضررين من يقارب المليار و 200 مليون دولار، تصوروا ان تأتي شركات التأمين وتدفع هذا المبلغ، هذا أمر حيوي لمدينة بيروت والبلد، والكل ينتظر، والأسوأ أنه نقل إلينا ان بعض شركات التأمين تدفع 30 بالمئة من المبلغ وتقول للمتضرر انه إذا ظهر ان سبب الانفجار حربيا أو اعتداء فهي ستسترد هذا المبلغ وإذا لم يكن حربيا فعليه ان يكتفي بهذا المبلغ".

وعن الملف الحكومي، قال: "لا أعتقد أن أحدا لا يريد تشكيل حكومة، ولا يجوز اتهام أحد بأنه لا يريد تشكيل الحكومة، تبين من خلال النقاشات أين العقد في ملف التشكيل وكل شخص يريد تشكيل حكومة بما يناسبه ومن مصلحة الجميع ان تتشكل والكلام عن انتظار الملف النووي ال​إيران​ي لا أساس له"، لافتا إلى ان "التصريحات الأخيرة للمسؤولين أظهرت أين تكمن العقد، يجب عدم اليأس من امكانية الوصول إلى حلّ والتصعيد الاعلامي لا يفيد والسقوف العالية تعقدّ الأمور ونحن نعتقد ايضا ان الكل يتحمل مسؤولية ويجب العمل لمعالجة هذا الأمر، ونحن نفهم الاصرار على وزارة الداخلية وان يتمسك بها رئيس الحكومة المكلف، وثنائي حزب الله وحركة أمل لا يمكنه ان لا يتفهم هذا الأمر لأنه عندما يتمسك الثنائي بوزارة المالية فإنه يتفهم تمسك الآخرين ببعض الوزارات".

وأضاف "ما لا نتفهمه هو الاصرار على تشكيل حكومة من 18 وزيرا، فهناك شرائح اليوم تشعر بأن هدف الـ 18 وزيرا هو اقصائها وابعادها"، معتبرا انه "إذا ذهبنا إلى حكومة من 28 وزيرا فهذا يطمئن الجميع وأتمنى اعادة النظر بهذه النقطة، فهذا الأمر قد يسهل التشكيل".

وبما خص التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، أوضح السيد نصرالله انه " كنا نريده أساسا لتفاهمات أوسع مع فرقاء آخرين والكثير راهنوا على سقوطه لكنه صمد واستمر 15 عاما والكثير عملوا على اسقاطه لكنه صمد مع العلم أنه في لبنان تتبدل التحالفات والصداقات والعداوات لكن تفاهمنا صمد وهذه نقطة إيجابية وهو حقق مجموعة من المصالح للوطن وللفريقين، لكن نحن لا نوافق على الطريقة التي تخرج بها بعض التصريحات إلى العلن من قبل بعض مسؤولي التيار ونعتبرها انها لا تخدم بل تقدم مادة للمتربصين والشامتين". واعتبر ان "البيان الأخير للتيار فيه الكثير من الإيجابيات، لكنه عندما قال ان التحالف فشل في بناء الدولة، فقد تم استخدام هذه العبارة من قبل المتربصين لهذا التفاهم، نحن ننزعج من هذه الطريقة لكن نصرّ انه إذا كان لدينا اي نقاش مع أي فريق نفضل ان نناقش داخليا، وأنا أؤكد على متانة هذه العلاقة والحفاظ عليها وتحصينها بما يخدم مصلحة الوطن".

ورأى انه "هناك من يريد ان يأخذ البلد إلى الإنفجار الداخلي بسبب ما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا يحمل مسؤولية كبيرة لكل حزب وسياسي ورجل دين، على الناس ان تعبر عن رأيها لكن ضمن ضوابط أخلاقية ولا أحد يتصور أنه إذا تكلم على مواقع التواصل عن أي أحد أن الله لن يحاسبه يوم القيامة لأن هذه مسؤولية حساسة"، داعيا إلى "الحضور بقوة على مواقع التواصل لكن بأدب واحترام والتعاطي بوعي واستخدام المنطق والحجة والدليل".

دولَيا، أكد ان "كل ما يجري في المنطقة يتأثر فيه لبنان شئنا أم أبينا، ونحن نسجل اليوم القلق الاسرائيلي الواضح والقلق السعودي الواضح، والملف النووي الإيراني يجب مواكبته ونحن أمام مشهد الثبات والصمود والشموخ للجمهورية الإيرانية، وبأصعب الظروف إيران تحملت أقصى العقوبات ولم يتبدل موقفها المدافع عن مصالحها وقيمها".

وعن الملف السوري، لفت إلى ان "التطورات في سوريا مهمة مع مجيء ادارة الرئيس الأميركي جو بايدن ننتظر أجوبة على عدة اسئلة"، مشددا على ان "من ألحق الهزيمة بداعش بما مضى سيلحق الهزيمة بها مرة جديدة، ولا يجوز ان يكون اي تحرك باتجاه داعش دفاعيا بل يجب ان يكون هجوميا ويجب ان لا يعطى فرصة جديدة لاعادة احياء داعش في المنطقة من جديد". ورأى انه "يبدو ان الإدارة الأميركيةأولويتها هي الصين من ثم روسيا، والصين تشكل تهديدا كبيرا على المستوى الاقتصادي". كما أكد ان "الملف الفلسطيني سيكون حاضرا بقوة هذه السنة كما كان في الماضي، ونلاحظ ان لا أحد يتكلم اليوم عن صفقة القرن، ويبدو انه عند رحيل الرئيس السابق دونالد ترامب وجيرارد كوشنير اما انتهت هذه الصفقة أو في حالة سقوط أو تراجع وهذا مقلق جدا للاسرائيلي والسعودي".

وردا على رئيس الاركان الاسرائيلي، لفت إلى إلى انه "حاول ان يغطي على مشاكلهم الإقتصادية وأن يطلق التهديدات ويقوم بحرب نفسية على محور المقاومة، ونحن نقول له أنه لا نبحث عن حرب لكن إن حصلت وفرضتم حربا سنخوض هذه الحرب، وإذا ضربتم مدنا لدنيا سنضرب مدنا لديكم وإذا ضربتم قرى لدنيا سنضرب مستعمرات لديكم". وأضاف "إن لعبة الايام القتالية هي لعبة خطرة ولا أحد يستطيع ان يقول ان لعبة الايام القتالية لن تجر إلى حرب شاملة، كفى لعبا بالنار وليعرف العدو حدوده".

من جهة أخرى، أكد أنه "لم يكن لأي من هؤلاء القادة الذين نحيي ذكراهم أي مشروع آخر، كان كل همهم وعقلهم وروحهم وتفكيرهم ووجودهم وكيانهم متمحض في المقاومة، استشهدوا شبابا وقضوا زهرة شباباهم في هذا الطريق، لم يهدأوا أو يستكينوا أو يملّوا، رغم كل الظروف الصعبة والقاسية التي تحيط بالمقاومة"، لافتا إلى ان "اليوم نحن في المقاومة قدراتنا كبيرة ومتطورة ومريحة بشكل كبير أما في المرحلة السابقة مع الشهداء القادة كانت الظروف مختلفة".