أكد رئيس الحزب الديمقراطي النائب ​طلال ارسلان​ في حديث صحافي، انّ "اجتماع امس وجّه رسالة واضحة إلى الجميع عموماً، و"بيت الوسط" خصوصا، بأنّه من غير المقبول تحجيم ​الدروز​ واستهدافهم، اياً تكن الذرائع والمبررات"، معتبرا انه "لا يحق لرئيس الحكومة المكلف سعد ​الحريري​ بتاتاً ان يقرر مصير ​الطوائف​ ويتحكّم بها وفق حساباته السياسية او مزاجيته الشخصية، كأنّه الحاكم بأمره، من دون مراعاة مقتضيات التوافق والميثاقية".

وحذّر من انّ نسبة تمثيل الدروز في حكومة من 18 وزيراً ستنخفض الى نحو خمسة ونصف بالمئة، "وهذا امر غير مسبوق، لم تواجه الطائفة مثله في حكومات ما بعد الطائف".

ولفت ارسلان الى انّه عند ​تكليف​ ​حسان دياب​، جرى طرح مسألة تشكيل حكومة من 18 وزيراً، ومع انّ الوزير الدرزي الوحيد في هذه الحالة سيكون من حصّة الحزب الديمقراطي ال​لبنان​ي الذي اترأسه، الّا انني رفضت مثل هذه الصيغة وتمسّكت بحكومة من 20 وزيراً، لأنّها تسمح للدروز بأن يتمثلوا بوزيرين، علماً انّه كان هناك حرص على ارضاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق ​وليد جنبلاط​ عبر طريقة اختيار الوزير الآخر".

وعن رأيه في موقف "الحزب التقدمي الاشتراكي"، الذي يعتبر انّ الوزيرين الدرزيين في اي حكومة عشرينية ينبغي أن يكونا من حصته، شدّد أرسلان على أنّ "المطلوب تكريس مبدأ حصول الدروز على مقعدين، وبعد ذلك نناقش كيف يتوزعان، لكن من حيث المبدأ، المقعد الدرزي الثاني هو من حق الحزب الديمقراطي، لأنّه وكما يجب أن تتمّ حماية التوازن والعدالة بين الطوائف يجب أيضاً ان تتمّ حماية التوازنات والتنوع داخل الطوائف".

وأوضح انّ رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ والأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ يتفهمان موقفه، وكذلك معظم القوى المعنية ب​تشكيل الحكومة​ تدعو الى حكومة من 20 وزيراً، انما وحده الحريري يعاند ويكابر".

وعن مردود زيارات الحريري الى الخارج، قال ارسلان: "تيتي تيتي متل ما رحتي جيتي.. يبدو أنّ القصة طويلة وما من حكومة قريباً".

وأشار الى انّ قول الحريري بأنّه أوقف العد، هو مستفز، متسائلاً: "لماذا تربيح الجميلة على هذا النحو؟"، مشددا على أنّ "الضمانة في هذا المجال لا تأتي من أشخاص مهما علا شأنهم، بل هي مستمدة من الميثاقية و​الدستور​ اللذين يخالفهما الرئيس المكلّف بطريقة مقاربته لملف تشكيل الحكومة". وأضاف "من ناحية يقول انّه متمسك بوقف العدّ حرصاً منه على ​المناصفة​ والحقوق، ومن ناحية أخرى يحاول أن يفرض على المسيحيين و​رئيس الجمهورية​ وزراء يرتاح إليهم هو. ما هذه المفارقة العجيبة؟".

وعن تعليقه على رفض الحريري الاعتذار حتى الآن، اعتبر أرسلان، انّه من الناحية الأخلاقية، يتعيّن على الرئيس المكلّف الذي يفشل في تشكيل الحكومة بعد مرور شهر أو شهرين على تكليفه ان يعتذر عن المهمّة، ويعطي الفرصة لخيار آخر، فكيف اذا كان الواقع الاقتصادي والمالي مزرياً، والوقت ثمين ولا يجوز أن نهدره، عندها يصبح اعتذار الحريري اكثر من ضروري وملح، لأنّه لا يجوز ان يبقى لبنان رهينة عناد شخصي، وتكليف متعثر، فيما الأزمات تتفاقم وتتراكم على كل الاصعدة، وانا شخصيا ادعو الى تضمين الدستور مهلة محدّدة للرئيس المكلّف".

وأكّد انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ليس باش كاتب، مستغرباً كيف يحق للحريري ان يناقش عون في أسماء الوزراء المسيحيين ولا يحق لرئيس الجمهورية في المقابل ان يناقش الرئيس المكلّف في أسماء الوزراء السنّة.