علّق مستشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس، في حديث لـ"النشرة"، على سؤال حول موقف الحزب من لقاء خلدة الرّافض للإجحاف بتمثيل الدروز في الحكومة، مؤكّدًا أن "من حقّ أي مجموعة سياسيّة أن تجتمع وتتشاور في الوضع الدّاخلي، ونحن كحزب ليس لدينا حساسيّة تجاه أيّ لقاء سواء في خلدة أو غيرها"، مذكّرًا بأن "الحزب التّقدّمي الإشتراكي ليس هو صاحب مشروع حكومة الـ18 وزيرًا، بل هذا رأي رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​، وإذا كان هناك توجّها لتوسيع الحكومة فلكل حادث حديث".

ورأى الريّس أنّ "الهمّ الأساسي في هذه المرحلة هو أعمق وأكبر من موضوع الحصص والتّمثيل الوزاري لهذا الفريق أو ذاك، المهمّ اليوم إنقاذ ما تبقّى قبل الإنهيار التّام، لذلك سهّلنا سابقا ونسهل اليوم مسألة تأليف الحكومة، خصوصا أنّ وضع البلد صعب جدًا والوقت ليس مناسباً للمهاترات السّياسيّة"، موضحًا أنّه "إذا كانت ستطبق القواعد الّتي تعتمد مع سائر الكتل، فالوزير الدّرزي الثّاني في حال تمّ توسيع الحكومة يفترض أن يكون من حصّة اللّقاء الدّيمقراطي أيضاً، والسؤال:هل القوى السّياسية الّتي تحصل على 10 أو 12 بالمئة من الأصوات في طوائفها تمثّل في الحكومات؟ بالطبع لا، من ينالون نسبا متواضعة من أصوات الناخبين في بقيّة الطوائف لا يحصلون على تمثيل وزاري".

وهل يعتبر "الاشتراكي" تمثيل الدّروز بوزير واحد اجحافا بحقّ الطائفة الدرزية، أجاب الرّيس: "الموضوع يتعلّق بحجم الحكومة، والمسألة اليوم لا علاقة لها بعدد الوزراء بل بالوزن السّياسي لهذه الطّائفة، وكيف ينعكس في المعادلة الوطنيّة، فنحن أمام مشهد مختلف اليوم، المؤسسات الدّستورية بالإضافة إلى أنّها شبه معطّلة لا تعدو كونها مسرحًا سياسيّا غير مرتبط بموقع القرار السياسي الذي يُتخذ في مكان آخر".

وحول الإتّصال بين نائب وزير الخارجية الروسية ​ميخائيل بوغدانوف​ ورئيس "الإشتراكي" ​وليد جنبلاط​، وحديث البعض عن حراك روسي بموازة المبادرة الفرنسية، أضاف الرّيس: "لا أتصوّر بأنّ موسكو تتعاطى في الملفّات الخارجيّة بخفّة، ولا أعتقد أنّ الجانب الرّوسي يمكن أن يتغاضى عن الدّور الفرنسي القائم، فلسنا في صدد تزاحم مبادرات دوليّة تجاه لبنان، بل هناك إقرار دولي بإعطاء المجال للرّئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ لمحاولة معالجة الأزمة اللبنانية"، معتبرًا أنّ "السّلوكيات الصّبيانية من قبل بعض المراجع الرّئاسية في محاولة للإلتفاف على المبادرة الفرنسيّة تعكس في مكان ما تنكّرًا لأهمّية الجهد الفرنسي الذي تصاعد بعد انفجار مرفأ بيروت، والّذي يسعى ويذكّر كلّ يوم بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة لمدّ يد المساعدة إلى لبنان"، مؤكّدًا أنّ "هذا الحديث لا يلغي دور وثقل وزن ​روسيا​، وأنّها حريصة على الإستقرار الدّاخلي في لبنان، وحيث تستطيع أن تساعد لن تتأخّر".

وتابع الرّيس: "من الواضح مطلب ​التيار الوطني الحر​ بالثلث المعطل، رغم الإنكار العلني لذلك، وقد نقل مقربون من التيار بأنّهم أبلغوا حلفاءهم بأنّ لا ثقة بهم للتّشارك معهم في الثّلث المعطّل، بينما يقترح الحريري حكومة من 18 وزيرًا لا ثلث معطّلا فيها لأحد، خصوصا أنّ التّجارب السّابقة مدمّرة، فحين يمتلك فريق واحد ناصية القرار ويتحكّم بمسار الحكومة ويملك القدرة على شلّها وتعطيلها عند كل منعطف تصبح النّتائج كارثيّة".

وهل سيكون إعادة النّقاش في حجم الحكومة كما طرح الأمين العام ل​حزب الله​ السيد حسن نصرالله كمقدمة للحلحلة في هذا الملف، لفت الريس إلى أنّ "هذا السؤال يجب أن يوجّه لرئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية فهما المعنيّان بالموضوع، ومن جهتنا منذ البداية لم ندخل في عدد الوزراء ولا حجم الحكومة، ونجدّد تأكيدنا أنّ الحاجة ملحّة اليوم قبل الغد لتشكيل حكومة تنقذ البلد من الواقع الصّعب الّذي يعيشه".

وفي الختام، اعتبر الرّيس أنّ "اللّقاء بين جنبلاط ورئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ أمس يأتي في إطار التّشاور حول الوضع الدّاخلي وكيفيّة العمل للخروج من عنق الزّجاجة، فعلاقتنا مع رئيس المجلس تاريخيّة ومستمرّة في كلّ المحطّات".