أكّد رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، في حديث لـ"النشرة"، أنّ "البعض في لبنان فهم مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بشكل خاطئ، وكأنّ هناك اتّجاها لأخذ طرحه حول ​مؤتمر​ دولي لمساعدة لبنان إلى مكان آخر"، معتبرًا أنّ "طرحا بهذه الأهمّية الكبيرة لا يجوز مناقشته عبر المنابر ووسائل الإعلام، فالقضايا الوطنيّة الهامّة تناقش بهدوء من خلال التّواصل بين المرجعيّات".

ولفت أبو كسم إلى أنّ "الجديد اليوم هو خروج شخصيّات دينيّة للرّد مقابل البطريرك الرّاعي، في حين أنّ قنوات التّواصل مفتوحة ولجنة الحوار الإسلامي المسيحي قائمة، وبإمكانها الإستفسار حول هدف هذا الطّرح من خلالها، وليس رمي التّهم بشكل عشوائي"، معتبرًا أنّ "هذه سابقة غير مألوفة في لبنان وهي مرفوضة بطبيعة الحال".

وأوضح أبو كسم أنّ "اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام عقدت اجتماعًا قبل يومين وأسفت أن يكون نجل المرجعيّة الشيعيّة الوطنيّة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أحد الّذين تسرّعوا في إطلاق الأحكام المسبقة على الدّعوة إلى المؤتمر الدولي، بدل إجراء قراءة متأنّية للأسباب الموجبة الّتي دفعت البطريرك الراعي إلى إطلاق هذه الدّعوة، وقد وجّهت اللجنة سؤالا عما إذا كان موقف المفتي قبلان يعبّر عن رأي المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، أم أنّه يغرّد خارج سرب المجلس، وننتظر الجواب".

وشدّد أبو كسم على أنّ "جميع طروحات الرّاعي مكشوفة للجميع وليس من تحت الطّاولة، فعندما طرح مبدأ الحياد دعا الكل للنّقاش والبحث في كيفية الوصول إلى خلاص لبنان، أمّا المطالبة بالمؤتمر الدولي الداعم للبنان أتت بعدما وصل الوضع على كافّة المستويات إلى حافّة الإنهيار الشامل، وهذا الطّلب يأتي في إطار المساعدة من الأمم المتحدة وليس من دولة محدّدة"، مؤكدًا أن "بكركي كعادتها منفتحة على أيّ نقاش يمكن أن يوصل إلى اتّفاق يؤدّي إلى انقاذ البلد من الواقع المأزوم الّذي يعيشه".

وعن الدّعوات إلى تحرّك شعبي في بكركي تأييدا لمواقف الرّاعي، أكّد أبو كسم أن "البطريرك يفتح قلبه لجميع اللّبنانيين وهذا الأمر متروك لدوائر الصرح البطريركي، ونحن نضع هذه الدعوات في إطار التّحركات العفويّة المدفوعة بعواطف المحبّين، أمّا إذا كان سيقام التّجمع أم لا فهذا موضوع آخر متعلّق بالظّروف والمحاذير الصحية".

وعن إمكانية زيارة البابا فرنسيس إلى لبنان في وقت قريب كما ألمح عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، أوضح أبو كسم أنّه "بعد اللقاء الأخير بين البابا والبطريرك الراعي في روما، أبدى قداسته رغبته بزيارة البلد ولكن تحديد التّوقيت يعود لدوائر الفاتيكان مع مراعاة الظّروف"، مؤكدًا أنّ "قداسة البابا يولي إهتماما كبيرا بلبنان، وقد بدا ذلك جليّا من خلال الرّسالة الّتي وجّهها للشعب اللبناني في عيد الميلاد، كما خصّص فقرة له من ضمن خطابه أمام سفراء الدول المعتمدين في الفاتيكان، وتحدّث عن ضرورة المحافظة على صورة "لبنان الرسالة"، وبالتّالي هذا الموقف مطمئن، خصوصا أنّ الفاتيكان يحمل رسالة شاملة ويهتمّ بنشر الحوار والسلام حول العالم".