اختُتمت فعاليّات المؤتمر الثامن لمنظمة المرأة، الّذي انعقد بعنوان "المرأة العربيّة والتحدّيات الثقافيّة"، برعاية رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​ ورئاسة رئيسة المجلس الأعلى للمنظمة في دورته التاسعة، كلودين عون.

توقّف المؤتمر عند "ثلاث حقائق بديهيّة، هي:

"1-المرأة والرجل ينبثقان من وحدة النفس الإنسانيّة الأصليّة، وهما يتمتّعان بشكل طبيعي بالخصائص الإنسانيّة ذاتها.

2-الثقافة هي معطى تاريخي، ديناميكي ومتغيّر بطبيعته.

3-الثقافة هي أداة ناعمة تنساب القيم المجتمعيّة من خلالها إلى عقولنا بشكل لاشعوري، فتؤثّر على إدراكنا وفهمنا وتقييمنا للواقع المعاش، وهي تُملي علينا لا شعوريًّا سلوكيّات تعكس تلك القيم. وبالتالي، فمن الطبيعي السعي لمنازلة الصور السلبيّة للمرأة والفتاة في دارها؛ أي عبر إنتاج ونشر صور إيجابيّة وقيم المساواة بين الجنسَين".

وبناءً على ما تقدّم، جاءت أبرز التوصيات على الشكل الآتي:

"1- في مجال الدراسات الميدانيّة والبحث العلمي:

-تشجيع بلورة تيار بحثي معني بإعادة قراءة النصوص الدينيّة، الّتي تتصل بصورة المرأة وأدوارها، بقصد فكّ الاشتباك الحاصل بين النصّ وبين تفسيره، وتحرير العقل العربي من قراءات هي وليدة السياق التاريخي وأبعد ما نكون عن مقاصد الأصول الدينيّة الصحيحة.

2- في مجال الإنتاج الثقافي والفنّي والإعلامي:

-إنشاء مرصد عربي لمتابعة صورة المرأة في الإنتاج الثقافي والفني والإعلامي.

-تشجيع الإنتاج الفني والإعلامي العربي المشترك، من أجل نشر قيمة المساواة بين الجنسَين ونشر صور إيجابيّة عن المرأة.

3- في مجال التنمية المستدامة والقضاء على ​الفقر​ والتهميش:

-دعوة الحكومات إلى صياغة السياسات العامّة وبرامج وخطط التنمية وفق رؤية كليّة ومقاربة شاملة، تأخذ في اعتبارها احتياجات وأدوار كلا الجنسين في المجتمع، وتستهدف توفير الفرص والموارد للجميع على أساس من العدالة والمساواة.

4- في مجال المواطنة والسياسات الحكوميّة والنضالات المدنيّة:

-ضرورة تمثيل أفضل للمرأة في مواقع صنع القرار في مؤسّستنا العربيّة المختلفة.

-دعوة الحكومات و​المجتمع المدني​ إلى تكثيف العمل في مجال التمكين الحقوقي للمرأة، خاصّةً لجهة حقوق المرأة في الميراث والتحكّم في ملكيّتها والاستفادة من القروض والخدمات، وحقّها في المشاركة والتمثيل السياسي، وحقّها في الحماية القانونيّة من سائر صور العنف في المجالَين الخاص والعام.

5- في مجال مساهمة المرأة في تعزيز صمود المجتمع والأرض:

-دعوة المؤسّسات التعليميّة العربيّة إلى إدماج مبادئ التعامل الرشيد مع ​البيئة​ وحمايتها، في المناهج الدراسيّة في جميع المراحل".

ومن التوصيات الرئيسيّة أيضًا، "ضرورة الالتزام بالسعي لإنفاذ القوانين وضمان بلوغ الأهداف المحددّة في الخطط والإستراتيجيّات والبرامج، من خلال اعتماد آليّة التقييم الّتي تسمح بقياس الإنجازات ورصد المعوّقات لمعالجتها".