أشار مصدر معارض لصحيفة "الجمهوريّة"، إلى أنّ "دعوة البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ إلى مؤتمر دولي بإشراف ​الأمم المتحدة​، أثارت ردود فعل لدى "​حزب الله​" لأنّه يخشى من التدويل. والحزب يتجنّب هذه الخطوة، لا بل يرفضها انطلاقًا ممّا يمكن أن يؤثّر سلبًا على مشروعه في ​لبنان​ والمنطقة أيضًا، خصوصًا أنّ الداعي إلى هذا المؤتمر الدولي هي ​بكركي​ وليست أي جهة سياسيّة أو حتّى الدولة، الخاضعة لوصايته".

وأكّد أنّ "مع الطرح البطريركي الجديد، دخل لبنان مرحلة جديدة. وبالنسبة إلى البطريرك الراعي، لا يمكن للأمور أن تستقيم إلّا بمؤتمر دولي، وهو ذَكر أكثر من مرّة أنّ "​اتفاق الطائف​" نجح في إنهاء الحرب، لكنّه لم ينجح في بناء الدولة. لذا، يجب أن يكون هناك مؤتمر للبنانيّين يساهم في بناء دولة لبنانيّة، لم يتمكّن "اتفاق الطائف" من بنائها، إن نتيجة الاحتلال السوري أو نتيجة سطوة ​السلاح​ غير الشرعي".

وأوضح المصدر المعارض، أنّ "الراعي انطلق في مشواره لإنقاذ لبنان ولن يتراجع، بدأه بطرح موضوع الحياد واستكمله مع دعوته إلى مؤتمر دولي. هذا التطوّر يأتي من جهة على وَقع مواقف سياسيّة كبيرة وعابرة للطوائف تؤيّد طرح بكركي، بالتزامن مع واقع اجتماعي معيشي صعب يخيف اللبنانيّين، ما يدفعهم إلى أن يكونوا الحاضنة لمشروع البطريرك. فيحظى من جهة بحاضنة سياسيّة واسعة عبّرت بأكثر من موقف وزيارة عن تأييدها طرحه، وأيضًا بحاضنة شعبيّة، تقابلها حاضنة خارجيّة وتحديدًا فاتيكانيّة، وهو ما يخشى منه "حزب الله"، لِما للبطريركيّة من صلات وثيقة وعمق كبير مع ​الفاتيكان​، الّذي يمكن أن يؤدّي دورًا كبيرًا وفعّالًا في الضغط لإنجاح دعوة الراعي وعقد مؤتمر دولي للبنان".

ولفت إلى أنّ "الراعي في خطوته، أجرى ربط نزاع مع ​المجتمع الدولي​، لسببَين: الأوّل، من أجل ألّا تكون هناك أي مقايضة حول لبنان وألّا يُصار إلى تسليمه لوصاية دولة أخرى نتيجة أي تسوية كما حصل عام 1990، عندما فُوّض إلى ​سوريا​ إدارة الملف اللبناني. وثانيًا، لأنّ الأمور وصلت إلى مكان لم يعد في الإمكان أن تستمر، ما يتطلّب تسويةً جديدةً ترتكز على "اتفاق الطائف" و​الدستور​ والقرارات الدوليّة". وذكر أنّ "من هنا، يمكن البطريركية أن تستفيد من التحرّكات الشعبيّة من جهة، والسياسيّة من جهة أخرى، حتّى يكون لصوتها صدى في الصروح الدوليّة".

كما ركّز المصدر على أنّ "بكركي أطلقت ديناميّة، ولو أنّها لن تتحقّق سريعًا، لكن ستكون ككرة الثلج، على غرار الديناميّة الّتي أطلقها البطريرك الراحل ​مار نصرالله بطرس صفير​، الّتي استلزمت 5 سنوات لتصل إلى نهايتها الإيجابيّة بخروج السوريّين من لبنان. لذلك، فإنّ خشية "حزب الله" أن تشكّل الديناميّة الجديدة الّتي أطلقها الراعي في ظلّ الوضع المأزوم لبنانيًّا، إلى طرح مسألة سلاحه ودوره في أي مؤتمر دولي، خصوصًا أنّ هذا السلاح هو الّذي يشكّل الأزمة الحقيقيّة لمنع قيام دولة في لبنان ويحول دون تطبيق الدستور والقوانين، وأدّى إلى نشوء طبقة سياسيّة فاسدة تغطي سلاح الحزب ودوره مقابل أن يغطّي فسادها؛ وهو ما أوصل لبنان إلى مصاف الدولة الفاشلة".