لفتت صحيفة "​الإندبندنت​" البريطانيّة، في تقرير بعنوان "فظيع وغير مقبول: المواطنون في ​ميانمار​ يعبرون عن مخاوفهم من الحقبة الجديدة لحكم العسكر"، إلى أنّ "الشعب في ميانمار استيقظ صبيحة أوّل أيّام شهر شباط الماضي، على انقطاع ​الإنترنت​، فلا تطبيق يعمل ولا وسائل تواصل اجتماعي ولا اتصال بالعالم الخارجي، وخرج الناس من منازلهم إلى الشوارع يبحثون عن الأخبار متحادثين عبر أجهزة اللاسلكي".

وركّزت على أنّ "5 أشهر من الإغلاق المتواصل في البلاد بسبب تفشّي وباء "​كورونا​"، شهدت كثيرًا من التغيّرات، بحيث تحرّكت أنشطة الناس إلى ​وسائل التواصل الاجتماعي​"، مشيرةً إلى أنّ "رغم غيابها ذلك اليوم، إلّا أنّ الأقاويل انتشرت سريعًا عن استيلاء العسكر على السلطة، وبالتالي شهدت البنوك والمتاجر الكبرى طوابير طويلة من الراغبين في تأمين متطلّبات أُسرهم".

وذكرت الصحيفة بحسب التقرير، أنّ "الجيش أعلن وقف العمل ب​الدستور​ واعتقل أعضاء الحكومة وقيادات الحزب الحاكم وزعيمته أونغ سان سوتشي، الّتي حاز حزبها على نحو 80% من أصوات الناخبين في ​الانتخابات​ الأخيرة قبل نحو 3 أشهر"، مؤكّدةً أنّ "مخاوف الناس من الفترة المقبلة تزايدت بشكل ملحوظ".

ونقلت عن أحد العاملين في المنظّمات غير الحكوميّة في البلاد، قوله إنّ "ما يحدث غير واضح، فالمواطنون الّذين شهدوا ما يحدث حاليًّا في أوقات سابقة يعرفون تمامًا ماذا يعني حكم العسكر بالنسبة للجميع، وآثاره على المواطنين والمجتمع"، مبيّنةً أنّ "هذا الشعور هو السائد بين الأغلبيّة العظمى سواء كبار السن الّذين عاصروا انقلابات سابقة، أو الشباب الّذين تربّوا على وسائل التواصل الاجتماعي وتبادل الآراء بحريّة".

وأوضحت أنّ "ميانمار كانت طوال 26 عامًا من الحكم الشمولي تحت قيادة الجنرال يو ني وين بين عامي 1962 و1988، واحدة من أكثر دول العالم انعزالًا، وإضافةً إلى ذلك كانت تعاني من فقر شديد، ثمّ انتقلت لاحقًا إلى المعاناة من الحرب الأهلية بين أبناء العرقيّات المختلفة؛ علاوةً على الصراع بين المدنيّين والعسكر".