رأى ​السيد علي فضل الله​ أنه ينبغي أن تنصّب اهتمامات اللبنانيين على معالجة الازمات المستعصية قبل انهيار البلد بشكل كامل داعيا إلى الحوار بعيداً عن التراشقات بالخطابات من بعيد. وأضاف "كنا ولا نزال نرى أن أولى الأولويات هو اللقاء بين اللبنانيين لمعالجة الأزمات المستعصية، سواء تلك التي تتصل بالواقع السياسي أو الاقتصادي أو النقدي أو الأمني، وبدون ذلك لن يستطيع هذا البلد أن يتجاوز واقعه الذي يعاني منه والذي لا يشك أحد أنه على أعتاب الانهيار، فهذا البلد قام وسيبقى يقوم على التفاهم بين طوائفه ومذاهبه ومواقعه السياسية وتكافلهم وتعاونهم.. وقد جرب ​اللبنانيون​ ما أدت إليه ​سياسة​ الإقصاء لهذه الطائفة أو تلك، أو هذا الموقع أو ذاك، وما جرّت عليهم من ويلات ودمار".

واعتبر ان "أية طروحات لمعالجة أزمات هذا البلد لا بد أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار.. من هنا فإننا دعونا وندعو كل القوى السياسية الفاعلة إلى اللقاء فيما بينها والابتعاد عن أية طروحات تؤدي إلى انقسام داخلي وإلى خلق هواجس إضافية تؤدي إلى توترات تأخذ أبعاداً طائفية ومذهبية أو سياسية.. وهي غالباً ما تأخذ هذه الابعاد في بلد لا تزال الطائفية والمذهبية زاد اللبنانيين اليومي إلى أن يقرروا غير ذلك".

وأكد ان "كل الجهود ينبغي أن تنصب على إنجاز هذا اللقاء والتفاهم، بدلاً من التراشق بالخطابات من بعيد أو المهرجانات الشعبية التي لا ندري من يدخل على خطها.. ولا أعتقد أن اللبنانيين باتوا بحاجة إلى من يرعى اجتماعهم بعد أن أصبح واضحاً أن أحداً لن يستطيع أن يحل مشاكل هذا البلد إن لم يحلها أبناؤه وقياداته، ولن يقلع أحد أشواكهم إن لم يقلعوها بأنفسهم، وأن عليهم أن يعرفوا أن ​العالم​ ليس جمعية خيرية تقدم بدون حساب، ولا هو مستعد أن يفض النزاعات إن لم يحقق مصالحه منها، وإلى أن يحصل ذلك نعيد التأكيد على كل القوى السياسية والمرجعيات الروحية ووسائل الإعلام والتواصل إلى عقلانية الخطاب والخروج من السجالات التي لن تجدي نفعاً سوى بتأجيج التوترات الطائفية والمذهبية والسياسية التي تزيد الخرق في مركب إن غرق فسيغرق الجميع".