أكد عضو لجنة الحوار بين ​بكركي​ و​حزب الله​ الأمير ​حارس شهاب​ في حديث صحافي أن "التواصل مع حزب الله كان تحديداً في الليلة التي سبقت اطلالة ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​. وكشف انّ الرد على هذه المبادرة (اي الاتصال) ينتظر جواب الراعي بمعنى انّ الكرة هي الآن في ملعب بكركي تحديداً وليست في ملعب الحزب، حسب افتراض البعض بعد كلمة الراعي الاخيرة".

وعن الحوار القائم بين الحزب وبكركي لفت شهاب الى أنه "بدأ منذ الحوار الاسلامي - المسيحي، أي منذ 25 سنة، إلا أنه لم يكن بالوتيرة نفسها"، لافتاً الى "انّ الحوار كان يتسارع حيناً ويتراجع احياناً اخرى بحسب التطورات السياسية"، وكاشفاً ان "عدم التجاوب" كان السبب الأكبر لتراجع وتيرته.

وفي السياق، كشف شهاب أنه "بعد خطاب البطريرك لم يحصل أي تواصل بين بكركي والحزب عدا الاتصال الذي تلقاه من احد المسؤولين المكلفين من قيادة الحزب متابعة موضوع الحوار". ولفت إلى ان "حزب الله بادرَ واتصل، وان الكرة اليوم هي في ملعب بكركي في انتظار ان تقوم بالخطوة التالية، بمعنى آخر انه من المفترض ببكركي ان تبادر وتجيب على فحوى الاتصال الذي تلقّاه عشية خطاب البطريرك، لأن المبادرة في حدّ ذاتها قد اتخذت في رأيه في الاساس، اي عندما بدأ الحوار منذ زمن واستُقبل بالاستمرارية".

وعن نسبة التجاوب، قال شهاب: "الآن يجب ان نرى جدّية الاستعدادات لهذا الحوار ولطروحات بكركي، لأنّ الحوار من اجل الحوار لم يعد يفي بالغرض، ولم يكن يوماً الحوار من اجل الحوار بين الحزب وبكركي بل كان الهدف منه مواجهة المشكلات المشتركة بسعي مشترك لإيجاد حلول لها، والحلول في نظره هي ان نُظَهّر انّ ​لبنان​ قادر على اجتراح الحلول وايقاف هجرة طاقاته، وتأمين مستقبل لأصحابها في بلد راقٍ يحلو لهم العيش فيه". واضاف "​العالم​ ينفتح بعضه على بعض يومياً، و​كورونا​ ستغادر يوماً ما والحقائق الثابتة في ​الحياة​ لا بد ان تعود. والحقائق الثابتة في لبنان يجب الرجوع اليها".

وأشار إلى ان "الحزب اخذ مبادرة ونحن يجب علينا البحث الى اين تؤدي هذه المبادرة وأبعادها والبحث في محتواها واذا كانت فقط للمجاملة فهي لم تعد تنفع، خصوصاً أننا تناقشنا سابقاً في امور مشتركة وكانت ايجابية وطُرحت وجهات النظر مباشرة ومن دون مجاملة، بل بكل صراحة وأبدى كل طرف رأيه للآخر بكل تجرّد". وأضاف: "الآن، ولكي نستطيع ان ننقل لهم جواباً على مبادرتهم يجب ان نحمل لهم شيئاً في المقابل".

أمّا بالنسبة الى خطاب الراعي الاخير الذي لاقى انتقادات داخلية وخارجية، لفت شهاب الى أنّ هذا الخطاب "لم يكن جواباً على مبادرة الحزب قبل يوم من خطابه، أي لم يكن جواباً على مضمون الاتصال".

وعن امكانية تراجع المبادرة متأثرة بالخطاب البطريركي، اعتبر شهاب انه "ولا مرة في لبنان وُجد حلّ لأي معضلة اساسية على يد فريق واحد إذ لا يمكن لأي فريق ان يتفرد او يفرض رأيه على الجميع حتى قسراً، فالحلول التي تأتي بلا اقتناع مشترك هي حلول قصيرة الأمد ولا تورث إلّا مشكلات". ولفت الى "أننا نريد ان نجد حلاً لبنانياً نابعاً من الأقتناعات المشتركة المنطلقة من ثوابت لبنان التي اختصرها بأنها واحة حرية وحوار".