يعيش ​العالم​ بأسره سباقاً للحصول على ​اللقاح​ات ضد "​كورونا​" ففي بعض الأحيان لا تتسلّم الدول الكمية الكافية، وفي أحيان أخرى تتأخّر الدفعات للوصول، والسبب يعود الى عدم قدرة المعامل التي تصنع اللقاحات على تلبية حاجاتكل الدول في ​الكرة الأرضية​، رغم ذلك لم يكن متوقّعاً أنه وفي ظلّ الأوضاع الإقتصادية والصحيّة الصعبة التي نمر بها أن يكون ​لبنان​ أحد البلدان المنتجة للقاح ضد "كورونا".

"حتى اليوم لبنان ليس بلداً مصنعاً للقاح ولكن هناك أحد ​المصانع​ المجهّزة بكل التكنولوجيا اللازمة للتصنيع". هذا ما تؤكده نقيبة مصانع ​الأدوية​ في لبنان كارول أبي كرم، لافتةً عبر "النشرة" الى أن "مصنع أروان في جدرا يملك جزءًا كبيراً من التقنيات المطلوبة ومالكوه دخلوا في المباحثات عالمياً لنقل تكنولوجيا تصنيع اللقاح الى لبنان".

بدورها نائبة ئريس مجلس إدارة مصنع أروان رويدا دهّام تشرح أن "اللقاح الروسي ​سبوتنيك​ V معبّأ بسائل وفيه بودرة عن طريق التجّفيد (freeze-dried vaccine أي التجميد المجفف) وهذه تقنية قليلة الاستعمال جدا في الشرق وهناك ثلاثة مصانع يمكنهم تصنيعها فقط في ​الشرق الأوسط​"، مضيفة: "في مصنعنا لدينا الالة التي تصنّع هذا النوع من الأدوية الحساسة".

تعود النقيبة كارول أبي كرم لتشدّد على أن "في العالم هناك مشكلة في تصنيع اللقاح، والمفاوضات لا تزال جارية بين مصنع "أروان" والشركات الروسية ​المصنع​ة لسبوتنيك لتصنيع اللقاح "الروسي" في هذا المصنع". أما رويدا دهّام فتشير الى أن "الشركات الكبرى تفتّش بالدول أين يمكن أن تصنّع اللقاح الخاص بها، سابقاً تواصلنا مع شركات في ​أميركا​ لتصنيع لقاحات أخرى وحتى الان لم يردنا الجواب"، مضيفة: "أما فيما يتعلق بلقاح سبوتنيك وبعد أن اطلعنا على كيفية التصنيع وجدنا ان لدينا إمكانية كبيرة لتصنيع النوعين السائل والبودرة المجفّد فتواصلنا مع ​السفارة​ وعرضنا عليهم انه لدينا امكانية لتصنيع اللقاح".

تكشف رويدا دهّام أن "لدى مصنع "أروان" القدرة لإنتاج 50 مليون وحدة من اللقاح الروسي في العام الواحد"، إضافة الى ذلك "يحظى المصنع بموافقة من الجهات الصحّية الروسية منذ العام 2018 ومسجّل في 17 دولة من بينهم ​روسيا​ أيضاً"، مشيرة الى أن "السفارة الروسيّة طلبت منا مراسلة الشركة المصنّعة وهيئة الاستثمار الروسي، وحتى الان لم نحصل على الجواب، ولدينا الامكانيات الفنية والبشرية لتصنيع اللقاح"، معتبرة أنه "وفي حال تم الاتفاق مع الشركات في الخارج فالأرجح سيتم التصنيع في لبنان بداية لكن الشركات الأمّ هي التي ستحصل على كل الكميّة وتعيد توزيعها في العالم".

في المحصّلة، كثيرة هي الدول التي تسعى الى تصنيع اللقاح، ف​الأردن​ مثلاً ك​حكومة​ تسعى للتواصل مع روسيا لتصنيع لقاح سبوتنيك، في ​الجزائر​ رئيس الوزراء الجزائري يتفاوض مع الروس ليحصل على حق التصنيع، فهل تحذو ​الدولة اللبنانية​ حذو بقيّة الدول وتسعى عبر حكومتها المستقيلة والمخدّرة الغائبة عن الوعي في إتجاه الحصول على إمتياز تصنيع اللقاح الروسي في لبنان؟!.