رأى امين عام "الكتلة الوطنية" ​بيار عيسى​ أن "أحزاب الطوائف دون استثناء، لا تتوانى عن استغلال ان لم نقل خطف مبادرة ومضمون خطاب البطريرك الماروني ​بشارة الراعي​، في محاولة رخيصة لتوظيفهما فئويا وشعبويا، وهو ما تبث عمليا في مشهدية اليافطات والشعارات والهتافات المذهبية والطائفية، التي رفعتها الحشود في بكركي، والتي قابلها في الضفة الثانية بتدبير من ​حزب الله​، مشهدية الدراجات النارية التي حملت اعلام حزب الله و​إيران​ في الضاحية الجنوبية".

ولفت عيسى، في تصريح لصحيفة "الأنباء" الكويتية، الى أن "أغرب ما في المشهديتين المشار إليهما أعلاه، هو ان أحزاب الطوائف التي تصارعت بالهتافات بين بكركي والضاحية، هي نفسها توحدت في انتخابات الجامعة اللبنانية لإسقاط المستقلين الممثلين لثورة 17 تشرين"، ما يعني ان "أحزاب الطوائف في كلتا الضفتين، تتحرك ظاهريا وشعبويا تحت عباءة ​الثورة​ من جهة، وتحت شعارات الإصلاح الكرامة وحقوق المسيحيين من جهة ثانية، وتعمل في المقابل بالتضامن والتكافل فيما بينها على اغتيال الثورة".

وأكد عيسى ان "كلام الأمين العام لحزب الله ​السيد حسن نصرالله​ بان التدويل مشروع حرب، ينطوي على تضليل الناس وخداعهم، لأن تدويل لبنان قائم بكل المواصفات والأشكال، وإلا كيف يفسر لنا السيد نصرالله، وكل قادة أحزاب الطوائف، إدخال عرابيهم الإقليميين والدوليين من الباب العريض الى عمق اللعبة السياسية في لبنان، وانقسامهم على بعضهم بين مؤيد للشرق ومؤيد للغرب، معتبرا أن "الكل متمترس في ركب المشاريع الإقليمية والدولية، ويتحدث في الوقت عينه عن كرامة الوطن وسيادة الدولة، ويقارب مصلحة ​الدولة اللبنانية​ وفقا لما تقتضيه مصالحه الخاصة ومصالح مرجعياته الخارجية".

وبناء على ما تقدم، اكد عيسى أن "لبنان محتل من الداخل، وان ثورة 17 تشرين، ما هي إلا حركة اعتراضية في مواجهة الأمر الواقع المفروض على الشرعية اللبنانية منذ العام 1975، وهي بالتالي مقاومة داخلية للاحتلال الداخلي"، معتبرا أن "كل دولة تحتل دول أخرى، اول ما تفعله هو تدمير كيانها سياسيا وأمنيا واقتصاديا ونقديا ومصرفيا وقضائيا وتربويا وبيئيا، وتمعن في قتل المدنيين واعتقال واغتيال المعارضين لها، الأمر الذي نفذته أحزاب الطوائف بحرفية ومهنية على مدى 45 سنة من احتلالها للدولة اللبنانية، فأتت ثورة 17 تشرين وفي جعبتها مشروع واحد لا غير، ألا وهو مقاومة هذا الاحتلال الداخلي وتحرير البلاد من الديكتاتوريات المتحكمة بهرمية الدولة من الرأس حتى القاعدة".

من هنا طالب عيسى كافة المرجعيات والقيادات الروحية، "ان يحذوا حذو البطريرك الراعي في رفع الغطاء عن المرتكبين، من خلال دعمه للثورة وتزويدها بأجندة كاملة متكاملة من توصيات لا تسكتوا، لما لهذه الخطوة من أهمية قصوى في دعم مشروع الثورة لقيام دولة القانون والمؤسسات"، مذكرا بأن "الخط الاحمر الماروني الذي رفع سابقا بوجه المطالبة بإسقاط رئيس الجمهورية، والخط الأحمر السني بوجه مساءلة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، والشيعي الجعفري بوجه استدعاء الوزيرين السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر، وضع القادة الروحيين في صلب المشكلة، والمطلوب بالتالي تحرير انفسهم من ​سياسة​ تحييد الزعيم، اذا ما كانوا فعلا يريدون وطنا سليما متعافى".