حتى لو تخطى سعر صرف ​الدولار​ العشرة آلاف ليرة، ما من أحد أعطاكم لهذا السبب أو لغيره حق قتل مواطنين أبرياء أكان هؤلاء على الطرقات ام داخل المستشفيات.

وحتى لو كان الوضع الإقتصادي أكثر من سيء وإنهارت المنظومة المالية والسياسية بسبب فساد الطبقة السياسية، يبقى السؤال، من أنتم ولأي فصيلة تنتمون، كي تسمحوا لأنفسكم بقطع الأوكسيجين عن مرضى عاشوا وأهلهم ساعات من الرعب؟.

صحيح أن ​قطع الطرقات​ قتل ثلاثة أبرياء بين شكا وجبيل، وصحيح أيضاً أنه تسبب ب​حادث سير​ في ​جل الديب​ أدى الى إصابة شابين وفتاة إصابات بليغة وحرجة ولكن، هل تعرفون أنه وبسبب قطع الطرقات وبلطجتكم، كادت أن تقع كارثة حقيقية مساء الثلثاء، ولو وقعت لوصل عدد ​ضحايا​ها الى نصف عدد ضحايا مرفأ بيروت!.

فبينما كان من المفترض ان تصل شاحنات الأوكسيجين السائل الطبي الى ​مستشفى بيروت الحكومي​ عند العاشرة والنصف من قبل ظهر الثلثاء، أقفل قطاع الطرق الأوتوستراد في جبيل والزوق وجل الديب امام هذه ​الشاحنات​ التي لم تتمكن من الوصول الى المستشفى إلا عند الخامسة والنصف مساء، ولو تأخرت هذه الشاحنات لنصف ساعة إضافية لحصلت الكارثة، لماذا؟ لأن في المستشفى المذكور حوالي 70 مريضاً مصاباً ب​كورونا​ ويحتاجون الى أوكسيجين، يتوزعون بين غرف العناية الفائقة أو المركزة، ولو تأخر تزويد المستشفى بالأوكسيجين لأصبح هؤلاء في خطر الموت ولسُجّلت حالات وفاة بعد نصف ساعة من إنتهاء المادة السائلة من خزان المستشفى.

تخيلوا أن شاحنات الأوكسيجين التابعة لإحدى الشركات الموزعة علقت في جبيل لمدة أربع ساعات، ولم تتمكن من عبور نقطة مستيتا حيث قام قطّاع الطرق باقفال الأوتوستراد، إلا بمساعدة مغاوير البحر في الجيش اللبناني.

وتخيلوا أيضاً أن المعلومات تؤكد أنكم وعند نقطة برجا على أوتوستراد الجنوب، تهجّمتم وأنتم تقطعون الطريق منذ أيام على سائق شاحنة الأوكسيجين السائل التابعة لإحدى الشركات وهو في طريقه لتعبئة خزانات المستشفيات في الجنوب، كما قمتم بتشليحه مفتاح الشاحنة ثم إنتقلتم بها الى منطقة أخرى، وتخيلوا أيضاً أن عملية إستعادة الشاحنة منكم لم تنجز إلا بعد ساعات وبناء على وساطات وإتصالات! كل ذلك بحجة الوضع المعيشي.

إحتجوا على الوضع السيء "قد ما بدكن"، حاصروا بيوت السياسيين، عبروا بالطريقة التي تريدون وترونها مناسبة ولكن لا تقتلوا الأبرياء الموجوعين من الأوضاع الإقتصادية بقدر ما أنتم موجوعون كي لا نقول أكثر.

تخيلوا أن والدكم أو والدتكم أو أي عزيز على قلبكم هم من بين مرضى كورونا الذين يحتاجون الى أوكسيجين في المستشفيات وهناك من يقطع الطريق أمام شاحنات الأوكسيجين التي ستمنحهم الحياة، وتذكروا دائماً أنه إذا كان المريض العادي يحتاج الى 10 ليترات من الأوكسيجين في الدقيقة الواحدة، فمريض كورونا يحتاج الى 60 ليتر من غاز الأوكسيجين بالدقيقة الواحدة، هذا إذا كان في العناية الفائقة أو المركزة وإذا لم يحصل على هذه الكمية تعرفون النتيجة سلفاً.