ما دخلت ​السياسة​ بشيء الا وافسدته، هذا القول انطبق على المجلس الاعلى ل​طائفة الروم الكاثوليك​، الذي لم تتمكن هيئته التنفيذية من انتخاب نائب رئيس و13 عضواً جديداً فجمّد البطريرك ​يوسف العبسي​ اعماله لحين يتم الاتفاق على مرشح يحظى برضى الجميع.

يتكون المجلس والذي اسسه البطريرك الخامس مكسيموس الخامس حكيم سنة 1968 وهو كرئيس وشخص علماني نائباً له منتخب اضافةً الى 13 عضواً آخرين هم الهيئة التنفيذية المكوّنة من 21 عضواً يعينهم البطريرك، يضاف اليهم الاعضاء المعيّنون من المطارنة الكاثوليك، حيث يعين كل ​مطران​ ثلاثة اعضاء اضافةً الى الوزراء والنواب الكاثوليك من الحاليين والسابقين و​القضاة​ و​المدراء العامين​ وكبار الضباط.

عقدت الهيئة التنفيذية للمجلس اجتماعاً عبر تطبيق zoom في منتصف شباط الفائت للتداول والتوافق على عملية الانتخاب والتي كانت مقررة في الثالث من آذار، الا ان هذا الاجتماع لم يكتب له النجاح بسبب عدم الاتفاق على مرشّح من بين ثلاثة قدموا ترشيحاتهم بشكل رسمي لمنصب نيابة الرئيس وهم الوزيرين السابقين ​سليم جريصاتي​ و​سليم وردة​ والمرشح ​طلال المقدسي​، فأتى قرار البطريرك العبسي بتجميد اعمال المجلس، خاصةً بعد ان تقدم العديد من الاعضاء باستقالاتهم من المجلس ابرزهم النائبين ​ميشال ضاهر​ و​جورج عقيص​ والوزير السابق سليم وردة.

عضو المجلس رئيس ​بلدية زحلة​ اسعد زغيب اعتبر ان طائفة الروم الكاثوليك تنتشر في كافة الناطق ال​لبنان​ية وحيث تنتشر ايضاً الاحزاب اللبنانية، وبالتالي فان المرشح الذي سيصل الى نيابة ​رئاسة​ المجلس سيكون للحزب الذي يسيطر على منطقته تأثيراً كبيراً على المقررات مما يؤدي الى شلل في القرارات. واضاف زغيب ان هذا التمايز في المجلس سبب ضعفاً بدل القوة، واقترح فصل عن السياسة عنه، فيكون الى جانب البطريرك فريقاً سياسياً مؤلفاً من وزراء ونواب يعملون لتحصيل الحقوق السياسية للطائفة، وفريقاً علمانياً يتابع الامور التي تخصّ الوظائف لا سيّما تلك التي فقدتها الطائفة في السنوات الماضية.

بدوره الدكتور غسان المعلوف اعتبر ان تجميد اعمال المجلس هو نتيجة طبيعية بسبب كثرة الخلافات داخل المجلس الأعلى، وانتقد التهجمات على البطريرك العبسي الورع والتقي، ورأى ان الحل هو بمجموعة من المثقفين والاختصاصيين الى جانب البطريرك لاعلامه بكافة المشاكل والقضايا اللبنانية، وتشكيل تجمع مكون من العلمانيين لمتابعة الامور الوطنيّة، وطالب المعلوف بنائب بطريركي يكون مركزه في ​الربوة​ يتحدّث بالامور الوطنيّة على غرار الطائفتين الماررونية والارثوذكسية.

بدوره ايضاً وفي ​اتصال​ مع "​النشرة​" دعا عضو المجلس الاعلى نقولا عموري المعلوف الجميع الى خلع عباءاتهم الحزبيّة والعودة الى الطاولة لاعادة تفعيل دور المجلس، واعادة تفيعل المساعدات لابناء الطائفة، خاصة في هذه الايام الصعبة التي يمر بها لبنان مؤكداً ان الوقت هو وقت وئام لا خلاف.