أكّد نقيب الأطباء ​شرف أبو شرف​، في حديث لـ"النشرة"، أنّ "وتيرة التّلقيح في ​لبنان​ بطيئة وذلك يعود لسببين، الأوّل هو نتيجة الأعداد الضّئيلة من اللّقاحات الّتي تصل إلى لبنان، والثّاني بسبب المشاكل الّتي حصلت في المنصّة الخاصّة بتنظيم اللّقاحات، بالإضافة إلى تخطّي الاأولويّات الّتي وُضعت في اللّجنة الوطنيّة للقاح ​كورونا​".

وكشف أبو شرف أنّ "هناك عددًا كبيرا من العاملين في القطاع الصّحي لم يتلقوا اللّقاح بعد، كمسعفي ​الصليب الأحمر​، والطّاقم التّمريضي، والأطبّاء، وكنا عرضنا على المعنيّين أن تقوم النّقابة بتولي مهمّة تلقيح الأطبّاء ولكن تبيّن أن حصريّة هذا الموضوع بيد وزارة الصحّة العامة"، مشدّدا على أهمّية معالجة كلّ المشاكل الّتي تعيق الإسراع في عمليّة التّلقيح.

وأعلن أبو شرف أنّ "نقابة الأطبّاء طالبت بأن يكون الإعلاميّون من ضمن الأولويّات في التّلقيح كونهم يتواجدون على الأرض ومعرّضون أكثر من غيرهم للإصابة بالفيروس، كما نؤكّد على أهميّة الفتح التّدريجي للمدارس وخصوصا صفوف المرشحين للشّهادات الرسمية وضرورة إعطاء اللّقاح للعاملين في القطاع التعليمي، حفاظا على هذا القطاع الّذي يمرّ ‏بظروف تربويّة واقتصاديّة واجتماعيّة صعبة تهدّد وجوده، ففي العام الماضي واجه الطّلاب الّذين حصلوا على إفادات مشاكل عديدة في أكثر من بلد".

وأمل أبو شرف أن يكون المعنيّون قد تعلّموا من تجربة المرحلة الأولى في التّلقيح على أن يتمّ تنفيذ توصيات اللجنة الوطنية للقاح بحذافيرها لجهة المراقبة والتّوزيع العادل للّقاحات، مؤكّدًا على ‏أهميّة استقدام اللّقاحات عبر الدولة وازدياد أعدادها وتنوّعها، مشدّدا على "ضرورة مشاركة القطاع الخاصّ في هذه العمليّة لتلقيح أكبر عدد ممكن من المواطنين حتّى نصل إلى مناعة مجتمعيّة تصل إلى حدود 80 بالمئة من المقيمين على الأراضي اللبنانية، لكي تعود الحياة الإقتصاديّة والاجتماعيّة إلى دورتها الطّبيعيّة".

من جهة أخرى، أوضح أبو شرف أنّ "وصول ​اللقاح​ لا يعني انتهاء المعركة في مواجهة الفيروس، ولذا من الضّروري الإستمرار باعتماد كافة الإجراءات والتّدابير الوقائيّة"، متمنّيا على كافّة وسائل الإعلام مواصلة الحملات التّوعويّة الّتي بدأتها مشكورة لحثّ الجميع على التّقيد بهذه التّدابير، فحتّى اليوم لا تزال ​المستشفيات​ وأقسام الطّوارئ مكتظّة بالمرضى والواقع الصّحي في حالة صعبة.

وردًا على سؤال حول تعليق عدد من الدول استخدام لقاح ​أسترازينيكا​ كإجراء احترازي على خلفيّة مخاوف من وجود صلة بتشكّل جلطات الدّم، بيّن أبو شرف بأنّ "هذه الحالات الّتي أصيبت بتجلّطات دمويّة قليلة جدّا، وأعداد الّذين تلقّوا اللّقاح كبيرة ولم يسجّل عليهم ايّ عوارض جانبيّة خطيرة، مع العلم أنّه لم يثبت حتّى الآن أنّ هذه الحالات هي نتيجة تلقّي اللّقاح، وهذا ما يفسر توصية ​منظمة الصحة العالمية​ أمس بمواصلة استخدام لقاح أسترازينيكا الّذي سيصل منه إلى لبنان في الأيام المقبلة".

وفي الختام، دعا أبو شرف الجميع إلى الإقبال على تلقّي اللّقاح بمجرّد توفّره لهم، وتحصين أنفسهم ضدّ هذه الجائحة الخطيرة، فحتّى الآن لا وسيلة لمواجهة الفيروس إلّا باللّقاح".