أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانيّة، في مقالها الافتتاحي إلى "المبالغ الضخمة الّتي أنفقتها دول كثيرة في العالم، لدعم اقتصادها خلال وباء "كورونا"، حيث أنفقت ​بريطانيا​ 407 مليارات جنيه أسترليني، وهو ما يعادل 40 في المئة من جملة الإنفاق الحكومي خلال عام كامل بدون الوباء، بينما أطلق ​الاتحاد الأوروبي​ صندوقًا طارئًا جديدًا للتعافي من فيروس "كورونا"، بقيمة 750 مليار يورو لمساعدة دوله الأعضاء البالغ عددها 27 دولة".

وأوضحت أنّ "الآن، تجاوزت ​الولايات المتحدة الأميركية​ كلّ هؤلاء، حيث مرّرت حزمة التحفيز البالغة 1.9 تريليون دولار، الّتي وقّعها الرئيس الأميركي ​جو بايدن​ هذا الأسبوع. وهذا يرفع الإنفاق المرتبط بالوباء من قبل الولايات المتحدة إلى حوالي 6 تريليونات دولار، أي أكثر ممّا أنفقته في الحرب العالمية الثانية".

وركّزت الصحيفة على أنّ "صفقة بايدن ضخمة. إنّها تضع ما يصل إلى 1400 دولار في جيوب العمّال ذوي الأجور المنخفضة وأفراد أسرهم. كما تمدّد نطاقًا واسعًا من مدفوعات الرعاية الاجتماعيّة حتّى الخريف، وتعزّز الإعفاءات الضريبيّة للآباء، وتحافظ على إعفاءات ​البطالة​ الخاصّة وإعانات الرعاية الصحيّة".

ولفتت إلى أنّ "خطّة بايدن تتضمّن الكثير من الدعم غير المشروط"، مبيّنةً أنّ "الخُمس الأفقر من الأسر الأميركيّة سيشهد ارتفاع دخلهم بنسبة 20 في المئة. ويمكن خفض فقر الأطفال إلى النصف. لقد بدأت المدفوعات في الوصول خلال عطلة نهاية الأسبوع". ورأت أنّ "التأثير ​الاقتصاد​ي لحزمة بايدن سيكون هائلًا، ويمهّد الطريق لانتعاش اقتصادي للولايات المتحدة سيشعر به الجميع في أنحاء العالم".

كما ذكرت أنّه "يبدو أنّ بايدن يستنتج أنّه يجب -ويمكنه- البدء في وضع نموذج جديد للاقتصاد السياسي الأميركي، حيث تتدخّل الحكومة في الأوقات الصعبة لإعادة توزيع الثروة باسم اللياقة الاجتماعيّة. هذه الأحداث تعني أنّ بايدن يجب أن يقود أميركا الآن -على الأقل حتّى منتصف المدّة لعام 2022- كرئيس ليس للاستمراريّة، ولكن للتغيير". وأشارت إلى أنّه "تمامًا كما تؤثّر التقلّبات في الاقتصاد الأميركي دائمًا على بقيّة العالم، فإنّ هذه التوجّهات السياسيّة الجديدة سينعكس صداها بالتأكيد في جميع أنحاء الكوكب أيضًا".