انعكس الإرتفاع الجنوني بأسعار ​الدولار​ في ​لبنان​ على القطاع الإقتصادي ما أدّى الى إرتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الذي بدوره أوصل الى دخول أصناف جديدة الى الأسواق اللبنانيّة من ​الصناعة​ السورية تحديداً.

تاريخياً، كانت ​سوريا​ البلد الأرخص لناحية المواد الغذائيّة والاستهلاكية ومع بداية الحرب فيها 2011 بدأت ​الأزمة​ النقديّة لديها، وشهد الدولار إرتفاعا مقابل ليرتها. وفُقِدت السيطرة على إرتفاع سعر صرف الدولار بشكل كامل وقابلها خيالي للعملة الخضراء مقابل الليرة في لبنان، وهذا الأمر أثّر بشكل كبير على البضائع الموجودة في الأسواق السورية والتي إرتفع سعرها أيضاً.

تأثير ارتفاع الدولار

في السوبرماركت في لبنان تجد العديد من الأصناف السورية، ومنها City Creamer (170 gr/ 9885L.L) ، المحارم الورقية يارا (L.L4695(، رب البندورة Hilwanzor (370 g/ L.L 4645)، Nescafé National (40 sticks/32.995 L.L). وفي هذا الإطار تشرح مصادر مطلعة عبر "النشرة" الى أنه "سابقاً وعندما كنت تبحث في المناطق السوريّة (​الشام​ أو ​اللاذقية​) كنت تجد هذه الأصناف وبسعر أقل من تلك الموجودة في لبنان والفارق قد يصل الى حوالي لـ20% بالأسعار لنفس الصنف بين البلدين. لكن حالياً جميعها فقدت من الأسواق السوريّة"، وتعيد المصادر السبب الى "انهيار ​الليرة السورية​ ما جعل تكلفتها في سوريا مرتفعة وبالتالي لن يتمكّن المواطن السوري من شرائها وبالتالي بات بيعها هناك صعباً فباتت تصنّع لتصدّر الى خارج البلاد وتحديداً الى لبنان".

ما بين المسموح والممنوع

دون أدنى شكّ التلاعب بأسعار السلع بات كبيراً، وطبعاً نقل البضائع من سوريا الى لبنان يتمّ إمّا بواسطة التهريب او عن طريق المعابر الشرعية، وهنا يروي أحد الذين يقومون بعملية الشحن من أن "البضاعة تصل وتدخل الى لبنان دون دفع ​رسوم جمركية​، من هنا التكلفة ترتكز على إيجار النقل وبعض الرسوم الأخرى هذا إذا تحدثنا عن النقل الشرعي"، في حين أن المصادر تؤكد أن "التهريب يتمّ لأصناف كالألبان والأجبان و​الحليب​، وفارق الأسعار بين البلدين في هذه الأصناف ليس كبيراً"، مشيرةً أيضاً الى أن "في سوريا تجري حالياً عملية تصنيع "حليب النيدو" وقريباً سيجتاح الاسواق اللبنانية".

ليس سهلاً بعد كلّ ما نمرّ به من إرتفاع لسعر صرف الدولار في لبنان وتأثيره وارتباطه أيضًا على ما يحصل لناحية انهيار الليرة السورية مقابل العملة الخضراء، إذ يستطيع أي مواطن أن يحتسب فارق الأسعار الحالي بين البضائع في لبنان من جهة وسوريا من جهة ثانية، ولكن الأكيد أن البضائع السورية غزت الأسواق اللبنانيّة وبعد أن كان الفارق بالسعر كبيرا منذ أكثر من ثلاثة أشهر وخاضعًا لعصابات التجّار في ​بيروت​، بات من الواضح أنّ جزءًا منها بات موجودا في البلد في حين أنها فُقدت من سوريا بسبب غلائها المستفحل هناك... لتبقى العين على ما ستخبّئه الأيام المقبلة في ظلّ جنون الأسعار الفاحش! فهل ستتحوّل السوبرماركت في لبنان الى متاحف مجّانيّة يزورها المواطنون للتحسّر على الماضي بدل التبضّع؟!.