أكّد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب ​هادي أبو الحسن​، "أنّنا من الناس وبكلّ فخر وشجاعة قبلنا التحدّي، ونحن في الميدان ولا نندم ولا نتردّد"، مشيرًا إلى أنّه "لا يمكننا أن ننسف من الجذور ما بُني في "​اتفاق الطائف​"، رغم كلّ الأحقاد عليه من قبل البعض.يجب أوّلًا تطبيق الطائف بكلّ مندرجاته، من ثمّ إجراءحوار، ليُصار بعدها إلى تطوير النظام نحو الأفضل".

ولفت، في حديث تلفزيوني، إلى أنّ "بالأساس هناك فريق، هو فريق رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​ لم يستسغ "اتفاق الطائف"، واليوم عون الّذي رفض الطائف،يحاول تغييره بالممارسة، والاستفادة من تحالفاته من أجل الكسب الفئوي الضيّق، الّذي يخرّب النسيج الوطني". وركّز على أنّه "لا توجد أي ضمانة اليوم كي نعود إلى الاستقرار، إذا لم نعد إلى ضميرنا الحيّ الوطني".

ورأى أبو الحسن أنّ "فكرة الفيدراليّة "ما بتمشي" في ​لبنان​، ولا يوجد عاقل يقبل الآن بإعادة النظر بالصيغة والنظام. نحن بحاجة إلى مرحلة استقرار وهدوء سياسي، كي نعيد بناء لبنان"، مبيّنًا أنّ "لبنان اليوم يتمزّق على كلّ المستويات". وشدّد على "أنّنا حريصون على التنوّع في البلد، والمسيحيّون طائفة مؤسّسة في لبنان، مثل ​طائفة الموحدين الدروز​، إلّا أنّ الواقع الديمغرافي تغيّر، ويجب أن نقبله ونتكيّف معه".

وتساءل: "عندما يجوع الشعب وتنهار النخب ويستقيل القضاة وتتململ كلّ ​الأجهزة الأمنية​ وتترنّح ​المستشفيات​ وينهار النظام المصرفي، فأين الهيبة، وبماذا تنفع المناصب؟"، وذكر أنّ "لبنان قائم منذ عام 1920 على الحوار والتسوية في نهاية المطاف، ومهما اختلفنا أو تقاتلنا المهم الحفاظ على الصيغة". وأفاد بأنّ "رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" ​وليد جنبلاط​ دعا أمس إلى التسوية".

وعمّا إذا كان سيزور جنبلاط ​قصر بعبدا​، أشار إلى أنّ "لا جدول في هذا الأمر، لكن لا شيء يمنع الحوار"، سائلًا: "هل هناك استعداد للحوار من إجل إيجاد حلّ، لدى الجهة المتصلّبة الّتي تغامر بكلّ شيء في البلد، وأقصد هنا الرئيس عون وفريقه السياسي ورئيس "​التيار الوطني الحر​" النائب ​جبران باسيل​، الّذين يتبادلون الأدوار من أجل إيهام المسيحيّين أنّهم يخوضون معركة استعادة الحقوق، لكنّهم لم ينتبهوا أنّ حقوق كلّ المواطنين تُهدر؟ إذا كان لديهم استعداد،فنحن مستعدّون للمشاركة ولا مانع لدينا من زيارة بعبدا إذا كانت ستنتج حلًّا". وشدّد على أنّ "أداءهم مدمّر، وعلى أنّ ​السلم الأهلي​ في لبنان مهدّد اليوم".

وكشف أبو الحسن عن "أنّنا عندما زرنا بعبدا، شعرنا بإمتعاض من تكليف ​سعد الحريري​ ب​تشكيل الحكومة​، وهم يحاولون تيئيسه، إلّا أنّه لن يعتذر"، متمنّيًا على الرئيس عون "الرجوع إلى حسّه الوطني، وعدم الإستماع إلى من يحيطون به"، لافتًا إلى أنّ "حسابات "التيار الوطني" بموضوع الحكومة، غير وطنيّة". وأوضح أنّ "هناك مبادرة فرنسيّة حصلت ووافق عليها كلّ الأفرقاء السياسيّين، لكن كلّ ما اتّفقنا عليه في قصر الصنوبر، ينقلبون عليه اليوم".

كما ذكر أنّ "خلال لقائنا رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ منذ يومين، كان متشائمًا، ومؤمنًا أنّه لا بدّ من إحداث خرق على سعيد تشكيل الحكومة"، مبيّنًا أنّ "كلّ القوى السياسيّة في لبنان، بما فيها "​حزب الله​" والروس، يعرفون أنّ "التيار" يريد الحصول على الثلث المعطّل". وحذّر من أنّه "لا يفكر أحد بالالتفاف على المبادرة الفرنسيّة، لأنّ ذلك سيدخلنا في المجهول".