كل الطرق مسدودة أمام التأليف ولم تنجح اي مبادرة في الوصول الى الخواتيم السعيدة، فلا الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ تنازل وخفض من مستوى الشروط، ولا ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ فعل ذلك وبقيت الامور "مكانك راوح" ب​اللغة​ الحكومية اي ان لا حكومة جديدة. وبلغة ​المال​ والشارع تعني انفلات سعر صرف ​الدولار​، والذي قفز 3 الاف ليرة بين الرابعة من بعد ظهر امس حتى السادسة والامور مفتوحة على مزيد من تدهور الدولار.

اما الشارع فحدث ولا حرج، عما يمكن ان يحصل وعن الجهات التي يمكن ان تستثمر في الشارع وتحريكه وتوظيفه وإدخال مندسين عليه ل​تحقيق​ الفتنة، التي حذر منها الامين العام لـ"​حزب الله​" ​السيد حسن نصرالله​ بشكل واضح وصريح. وصولاً الى التحذير من الحرب الاهلية والتي نبه منها بناء على معطيات وقد أكدتها العديد من اجهزة المخابرات الدولية.

هذه الاجواء المتشائمة هي حصيلة اتصالات ​قوى 8 آذار​ و"​الثنائي الشيعي​"، بين نهاية الاسبوع وامس. وسط توقع المزيد من المشاورات بين هذا الفريق للخروج باقتراحات وحلول للتعامل مع المرحلة المقبلة.

وتؤكد اوساط بارزة في "الثنائي الشيعي" لـ"الديار"، ان فريقنا رغم حماسه ودفعه في إتجاه التشكيل، بات مقتنعاً ان الامور مغلقة بين عون والحريري. ولا يبدو ان هناك امكانية للقائهما الحكومي. حيث بذلت ايضاً في الايام الماضية جهود من "الثنائي الشيعي" وتواصل مع عون والحريري لكن الجهود لم تفلح.

وتشير الاوساط الى ان محاولة البعض التلطي خلف دعوة السيد نصرالله الى توسيع ​الحكومة​ الى 20 و22 وزيراً، والقول بأن المرحلة تتطلب حكومة تكنوسياسية، بات مكشوفاً ومفضوحاً وخصوصاً ان عدم تعليق الرئيس الحريري على مواقف السيد نصرالله متعلق بالتوضيحات ان "الثنائي الشيعي" وحزب الله تحديداً ملتزم بموافقته على حكومة غير حزبية وسياسية ولم يرفض اي طروحات اخرى ايضاً اذا كانت صالحة وبالتالي الحكومة من 18 وزيراً وتكنوقراط ومن غير حزبيين صالحة للتشكيل فلماذا لا يشكل الحريري؟ والتشكيل ايضاً لا يتم بهذه الطريقة التي تمت امس.

وتعلق الاوساط على ان ما جرى في ​بعبدا​ امس ولا سيما عرض الرئيس المكلف للتشكيلة الحكومية التي سبق ورفضها عون وكشفه ايضاً عن ورقة المربعات الاربعة، يؤكد الرغبة في التصعيد، وفي رد على "الاستدعاء" الاعلامي لعون للحريري، ومطالبته بالصعود الى بعبدا قبل لقاء الخميس الماضي والذي مهد للقاء الاثنين امس والذي فجر العلاقة مجدداً بينهما.

ويبدو ان التركيز من رؤساء الحكومات السابقين على الشكل، والقول ان ما قام به عون مخالفة بحق الحريري قد مهد للتصعيد امس والذي سيقود بدوره الى قطيعة مجدداً والى تحرك سعاة الخير مجدداً.

وتكشف الاوساط ان خلال 48 ساعة سيعاد الزخم الى التواصل بين بعبدا و​بيت الوسط​ عبر ​اللواء عباس ابراهيم​ للتهدئة بين الرجلين ووقف التصعيد الاعلامي بعد امتصاص الصدمة والفشل الحكومي في اللقاء الـ18 بين عون والحريري.

وتلفت الاوساط الى ان الخيارات المتبقية كلها صعبة، فمع تعثر ​الحكومة الجديدة​ وضرورة توفير الغطاء السياسي والدستوري لانعقاد ​حكومة حسان دياب​ المستقيلة يبقى خيار فلتان الدولار وتوظيف الشارع من الخيارت المقلقة، يبقى وفق الاوساط انتظار نتائج جولة الرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​ في النصف الثاني من نيسان المقبل الى ​الخليج​ ولا سيما الى ​السعودية​ وقطر للوقوف على حقيقة الموقف السعودي والغطاء السني والعربي للحريري والذي يبدو انه ليس مؤمناً للرئيس المكلف حتى يشكل!