أسف عضو كتلة "المستقبل" النائب ​محمد الحجار​ لعدم توصل ​رئيس الجمهورية​ ميشال عون ورئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​، خلال اللقاء الـ 18 بينهما، إلى توافق على ​تشكيل الحكومة​، مؤكدا انه بدا واضحا ان الفريق الرئاسي، ومن ضمنه رئيس التيار الحر النائب السابق ​جبران باسيل​، لا يريدون الحريري، وهم يعملون بكل قوتهم لـ"تطفيشه"، محذرا من ان الاستمرار في تعطيل تشكيل الحكومة قد يتجه بالبلاد نحو فوضى كبيرة وخراب، يتحمله ​الرئيس عون​ وفريقه الرئاسي.

ولفت الحجار في تصريح لـ"الأنباء" الكويتية إلى ان "الكل يعلم ان ​الرئيس ميشال عون​ لا يريد الحريري رئيسا للحكومة، والدليل على ذلك ما اعلنه قبل ​الاستشارات النيابية​ الملزمة، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في ​بعبدا​، والذي كاد أن يطلب فيه من النواب صراحة عدم تسمية الحريري لتشكيل الحكومة". واضاف: "خلافا لكل الاصول، رأينا كيف استخدم الرئيس عون عبارات تخرج عن كل اللياقات في أصول التعاطي مع المواقع ​الدستور​ية الأخرى، عندما وصف الحريري بـ"الكذاب"، وتبين لاحقا ان الكذب كان منه شخصيا للأسف، وشاهدنا جميعا عدم اللياقة ايضا في الرسالة المتلفزة للرئيس عون، التي اراد فيها استدعاء الحريري إلى بعبدا، وخيره في السير كما يريد في تشكيل الحكومة او يعتذر، اضافة إلى ذلك رسالة الأمس، والتي حدد فيها عون توزيع الوزارات على ​الطوائف​، وطلب من الحريري تعبئتها، ما دفع الحريري إلى رفض ذلك كونها تجاوزا للدستور".

وأكد الحجار انه يجب أن يكون هناك حكومة تستجيب لخارطة الطريق التي وضعها ​المجتمع الدولي​ المحب ل​لبنان​، عبر المبادرة الفرنسية، لاستعادة ثقة اللبنانيين بالحكومة وبالدولة، وثقة المجتمع الدولي والدول التي ترغب مساعدتنا، والتي تحرص على تشكيل حكومة من اختصاصيين ومن دون ثلث معطل، لمد يد العون لنا، وكان آخر تعبير عن ذلك موقف ​الخارجية الروسية​.

وأشار إلى ان الرئيس الحريري يصر على تشكيل حكومة، ليست مستنسخة من التجارب الماضية، التي كانت حكومات محاصصة سياسية او تكنو-سياسية، وآخرها ​حكومة حسان دياب​، والتي فشلت فشلا ذريعا.

واستبعد الحجار ان يكون هناك توجه لتسوية دولية على حساب ​اتفاق الطائف​ الذي اصبح دستورا، ورأى ان التفكير بتعديل الدستور، ليس ملائما ابدا اليوم، فالظروف ليست مؤاتية، خصوصا في ظل التوتر الذي نعيشه في البلاد، وفي ظل أن الطائف لم يطبق بكامله بعد.

وحذر من خضات أمنية تدخل البلد في فوضى عارمة وربما فلتان أمني قد يستفيد منه من يريد الشر لهذا البلد، وقال: "اذا لم تكن هناك حكومة تستطيع ان تكسب ثقة الأشقاء العرب والدول الصديقة، ويتأمن لها تغطية كاملة من القوى السياسية اللبنانية الفاعلة، فإن البلد متجه إلى المزيد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية والسياسية، وستؤدي إلى ​انفجار​ اجتماعي وأمني".