لفت الوزير السابق ​سجعان قزي​، إلى أنّ "البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ على تناغم مطلق بينه وبين شعبه، وبينه وبين ​الفاتيكان​ من جهة ثانية، وعلاقته مع ​البابا فرنسيس​ ولا مرّة كانت أهم ممّا هي عليه اليوم"، كاشفًا عن أنّ "في الأسبوع الماضي، كان هناك تبادل رسائل واتصالات بين الجانبين".

وركّز، في حديث تلفزيوني، على أنّ "البطريرك الراعي هو البطريرك السابع والسبعين للشعب الماروني، ولكن هو 77 بطريرك لأنّه يحمل في مسؤوليّته وعمله كلّ تراث مَن سبقه من بطاركة، وحبّذا لو هذا المبدأ يُطبَّق في الجمهورية ال​لبنان​ية"، مبيّنًا أنّ "الفاتيكان يعرف أنّنا على الرغم من أنّنا كنيسة تابعة للكنيسة الكاثوليكيّة العامّة في الفاتيكان، لكن لنا خصوصيّتنا، والراعي ليس موظّفًا".

وذكر قزي أنّه "عندما كان الراعي في روما وطلب من البابا فرنسيس زيارة لبنان، "صفن" البابا قليلًا، وقال إنّني سأدرس فورًا مع الخليّة المسؤولي عن زياراتي إلى الخارج، موضوع زيارة لبنان"، مشيرًا إلى أنّ "الأسبوع الماضي، عندما التقى رؤساء الحكومات السابقين، ب​السفير البابوي​ في لبنان المونسنيور جوزف سبيتاري، قالوا إنّهم يؤيّدون مواقف البطريرك الراعي، ومستعدّون للذهاب للقاء البابا، والإعلان من الفاتيكان تأييدنا لمواقف الراعي، فكان جواب السفير البابوي أنّنا نؤكّد أنّنا في الفاتيكان معجبون بمواقف الرعي، والبابا يؤيّدها كليًّا".

وفسّر أنّ "علاقة ​البطريركية المارونية​ مع ​رئاسة الجمهورية​ غالبًا ما اعترتها بعض الفترات المأزومة، منذ أيّام الرئيس الراحل بشارة الخوري إلى اليوم، لأنّ معايير ال​سياسة​ مختلفة عن معايير البطريركيّة، وهناك معايير مشتركة يلتقيان حولها. وبقدر ما تلتزم الرئاسة بالثوابت الوطنيّة، ب​الدستور​ والميثاق وفكرة لبنان والتوازن بالتعاطي مع القوى السياسيّة وعدم الخروج عن تقاليد التحالفات، بقدر ما تكون على تماهي مع الكرسي البطريركي".

وأفاد بأنّ "البطريرك الراعي أمضى ليلة الإثنين يصلّي من أجل نجاح لقاء رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​ ورئيس الحكومة المكلّف ​سعد الحريري​، وتشكيل حكومة، وهذا الامر قلّة الّذين يعرفونه. كما أنّه حصل اتصال مباشر بين البطريرك الراعي والرئيس عون أمس الأوّل، وقد تباحثا في ملف ​تشكيل الحكومة​".

كما رأى قزي أنّ "الرئيس عون قادر على قلب الطاولة وتغيير الوضع الحالي، واليوم هناك مصادرة لصلاحيّات الرئيس، وزوّاره يلاحظون أنّ هناك أمرًا غير طبيعي يحصل في بيئته، فلم يجبره أحد بأي تحالف أو علاقة"، متمنّيًا عليه أن "يقلب الطاولة ويعيد النظر بكلّ المعطى الموجود فيه". وأوضح أنّ "المطلوب من "​حزب الله​" اليوم، القيام بإعلان نيّات تجاه ​الدولة اللبنانية​ والناس، بأنّه يريد حكومة والخروج من لعبة ​السلاح​ وفكّ ارتباط لبنان بمحاور المنطقة والعودة من ساحات القتال والسماح بإغلاق معابر التهريب بين ​لبنان وسوريا​".

وأشار إلى أنّ "الأمين العام للأمم المتحدة ​أنطونيو غوتيريس​ على اطّلاع بنشاط البطريرك الراعي منذ أشهر، وجاء اتصاله به بعد ساعتين من فشل عمليّة تشكيل الحكومة، والقضيّة اليوم هي قضيّة لبنان الّتي لا يطرحها إلّا البطريرك"، لافتًا إلى أنّ "الراعي طرح مع غوتيريس موضوع الحياد والمؤتمر الدولي، وأبلغه بأنّ هناك استحالةً للاتفاق داخليًّا على الخروج من الأزمة، والرد كان منفتحًا، وهناك إجماع اليوم على أنّ لبنان في حالة انهيار وسقوط".