يُعاني ​لبنان​ ما يعانيه من أزمة كبيرة نتيجة إنتشار وباء كورونا والأوضاع الإقتصادية المتردّية، واليوم رغم ​الإقفال​ شهرين ورُغم أن الصراخ لم يعلُ عالياً إلا أن ​الأزمة​ الصحيّة لا زالت كبيرة، ودفعت وزير الصحّة ​حمد حسن​ لدق ناقوس الخطر وطلبه شحنة أوكسيجين وصلت من ​سوريا​... إذاً، لم نعد في أزمة وجود أو عدم وجود أسرّة عناية فائقة في ​المستشفيات​ بل تعديناها الى أبعد من ذلك بكثير: لا وجود للأوكسيجين ما يعني أن حياة الكثيرين على المحكّ!.

تشرح مصادر مطّلعة في ​وزارة​ الصحّة لـ"​النشرة​" أن "السبب الحقيقي لمشكلة نقص الاوكسيجين هو أن هناك شحنة كانت قادمة من ​تركيا​ الى لبنان وتحمل هذه المادة ولم تستطع أن تفرغ حمولتها في ​بيروت​، في وقت ازداد طلب المستشفيات عليها مع الإرتفاع الكبير في أعداد "كورونا"، داعية للتركيز على أمر أساسي وهو أن الطلب على الاوكسيجين إرتفع خمس مرّات وهناك اليوم ألف سرير في العناية الفائقة"، مؤكّدة أن "الشحنات التي أتت من سوريا هي لتغطية الفارق في مشكلة النقص".

"أزمة الأوكسيجين موجودة"، هذا ما يؤكده مدير ​مستشفى​ ​البوار​ الحكومي ​أندريه قزيلي​ عبر "النشرة". لافتاً الى أننا "كنا قبل "كورونا" نضع في الخزان 1500 ليتر نستهلكه خلال أسبوعين ونعيد التعبئة، أما حالياً وبعد إنتشار فيروس "كورونا" أصبحنا نحتاج الى تعبئة 6000 ليتر أسبوعياً، وهنا توجد مشكلة كبيرة لأنّ من يقوم بالتعبئة لا يمكنه أن يزودنا بالكمية المطلوبة عندما نحتاجها بل يعطينا ما توفّر لديه".

يتابع قزيلي عن قصّة الأوكسيجين ويقول "في الماضي وعندما كان ​وائل أبو فاعور​ وزيراً للصحة زرناه طالبين منه أن يسمح لنا وللمستشفيات في حينها بوضع معدّاتلانتاج الاوكسيجين أو Oxygene Extractor، فاكتشفنا أن هناك قرارا يمنع المستشفيات من القيام بهذه الخطوة"، مضيفاً: "يومها سألنا عن السعر وكان الكلفة 18 ألف دولار، لكن حالياً من المستحيل الشراء في ظلّ الارتفاع الجنوني ب​سعر الدولار​".

لا يخفي أندريه قزيلي أن أرقام كورونا تخيف الجسم الطبي، مشيرا الى أن "في مستشفى البوار الحكومي إرتحنا لأسابيع عدّة ولم نعد نجد أشخاصا في الطوارئ، ولكن من أسبوع أو عشرة أيام عدنا نرى المشاهد نفسها سابقا وقسم الطوارئ عاد ليمتلئ، ولا ندري كيف نصنّف هذه المسألة، فهل هي بداية موجة رابعة من الكورونا"؟!، مؤكداً أن "أعداد المصابين ترتفع في المستشفيات الحكوميّة لأن الخاصة تطلب مبالغ كبيرة، ولكن نحن أيضا لم نعد نستطيع الاستمرار كما في السابق، حيث أصبحت كلفة المصل650 الف ليرةلعد ان كان ثمنه 150 الف ليرة، فكيف نجعل المريض يدفع ثمنه هكذا وفي مستشفى حكومي"؟.هذا وحاولت "النشرة" الاتصال بمدير شهاب خالد هدلا للإستفسار عن موضوع النقص في الاوكسيجين لكننا لم نلقَ جواباً.

إذاً، ودون أدنى شكّ هناك مشكلة نقص أوكسيجين وهناك مشكلة صحّية والخوف أن يدفع المواطن ثمنها أخيراً ومن حياته!.