ذكرت وكالة "​بلومبرغ​" للأنباء أن جهود تعويم الناقلة العملاقة "إيفر غيفن" التي جنحت في ​قناة السويس​ يوم الثلاثاء الماضي، وسدت مجرى القناة، مما نجم عنه تعطيل الملاحة في الممر المائي الحيوي، قد تستمر حتى يوم الأربعاء المقبل، على الأقل.

ويزيد ذلك من احتمال حدوث تداعيات أوسع جراء الحادث الذي أثر بالفعل على عمليات تدفق شحنات ​النفط​ والحبوب والسيارات في ​العالم​.

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة على الأمر، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن مهمة تعويم ناقلة الحاويات العملاقة التي تزن 200 ألف طن ويبلغ طولها حوالي 400 متر، تتطلب أسبوعا من العمل، على الأقل، بل ربما أكثر. وكان من المتوقع في بداية الأمر أن تستمر جهود الإنقاذ يومين.

ولم تفلح جهود تعويم ​السفينة​ منذ يوم الثلاثاء الماضي، باستخدام قاطرات وجرافات، وهي معدات تبدو صغيرة جدا مقارنة بحجم الناقلة الجانحة.

وبحسب بيانات بلومبرغ، ارتفع عدد الناقلات التي تنتظر حل المشكلة وعبور القناة إلى 240، وهي تحمل شحنات من النفط والبضائع الاستهلاكية تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات. وكان عدد هذه الناقلات 186 يوم الأربعاء.

ونقلت بلومبرغ عن راندي جيفنز، النانب الأول لأبحاث الأسهم و​الطاقة​ البحرية بشركة الخدمات المالية الأمريكية، جيفريز، القول إنه في حال ترك الحاويات على ظهر "إيفر غيفن"، فإن جهود تعويم الناقلة قد تستكمل بحلول يوم الخميس المقبل، ب​مساعدة​ المد والجزر. أما في حال تفريغ الحمولة من الناقلة أو إجراء إصلاحات واسعة النطاق في مجرى القناه، "فإن فترة التوقف قد تمتد، بكل تأكيد، إلى أسبوعين، على الأقل".

وأعلن رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، الخميس، تعليق حركة الملاحة بالقناة مؤقتاً، لحين الانتهاء من أعمال تعويم سفينة الحاويات التي ترفع علم بنما. ولم يتطرق ربيع إلى المدة التي قد تستغرقها جهود تعويم السفينة، على وجه التحديد.

وجنحت الناقلة بسبب عاصفة رملية، خلال عبورها قناة السويس ضمن قافلة ​الجنوب​ في رحلتها القادمة من ​الصين​ في طريها إلى روتردام.

وأفاد الفريق ربيع في بيان بأن جهود تعويم السفينة شملت القيام بأعمال الشد والدفع بواسطة ثماني قاطرات عملاقة، في مقدمتهم القاطرة بركة 1 بقوة شد 160 طنا.

وأظهرت الصور التي نشرتها هيئة قناة السويس عمل الجرافات لإزالة الطمي حول الناقلة العملاقة مع قيام زوارق القطر بجذبها، وسحبها.

وذكر الفريق ربيع أن حركة الملاحة بالقناة شهدت الأربعاء، عبور 13 سفينة من بورسعيد ضمن قافلة ​الشمال​ كان من المستهدف إكمال مسيرتها في القناة وفقاً للتوقعات الخاصة بانتهاء إجراءات تعويم السفينة الجانحة، إلا أنه مع تواصل أعمال تعويم السفينة كان لابد من التحرك وفق السيناريو البديل بالانتظار في منطقة البحيرات الكبرى لحين استئناف حركة الملاحة بشكل كامل بعد تعويم السفينة.