أكّد الأمين العام لاتحاد النّقابات السياحيّة ​جان بيروتي​، في حديث لـ"النشرة"، أنّ "القطاع السياحي في لبنان يلفظ أنفاسه الأخيرة، والسّبب الرّئيسي للأزمات المتلاحقة الّتي يعيشها القطاع هي الأزمة السّياسية، فقد حمّلنا النّتائج السّلبيّة الّتي خلّفتها جائحة كورونا 10 بالمئة من الواقع المأساوي الّذي ضرب قطاعنا، ولكن يبقى الأساس في السّياسة، فنحن من ندفع ثمن الخلافات بين القوى السّياسيّة".

وأوضح بيروتي أنّ "جميع الخبراء في علم الإقتصاد يؤكدون أنّ السّعر الحقيقي لصرف ​الدولار​ يترواح بين 6 و 7 آلاف ليرة للدّولار الواحد، وهذا دليل على أنّ الإرتفاع الكبير والسّريع في سعر الصّرف والّذي وصل إلى 15 ألف ليرة هو نتيجة للبورصة السّياسيّة"، مؤكّدًا أنّ "عودة سعر الصّرف إلى حدوده الحقيقية سيسهّل عملنا ويسمح لنا بالإستمرار بشكل أفضل".

وأعلن بيروتي أنّ "القطاع السياحي خسر 35 بالمئة من قدرته وموظّفيه في العام 2020 نتيجة ​الإقفال​ العام لمدة 5 أشهر، ومنذ مطلع العام الحالي وحتّى الآن أقفلنا لمدة 3 أشهر والخسائر مستمرّة، مع العلم أنّ حوالي نصف المؤسّسات السّياحيّة ليس لديها القدرة على إعادة الفتح مجدّدًا".

وكشف بيروتي أنّ "الإصابات ب​فيروس كورونا​ خلال فترة الأعياد ورأس السنة كانت بنسبة كبيرة نتيجة الإختلاط في المنازل، وبالرّغم من ذلك أبدينا استعدادنا للإلتزام بالإقفال مرة جديدة إذا كان هناك جدوى صحّيّة من ذلك، ولكن لا يجوز أن يكون الإلتزام متفاوتًا بين منطقة وأخرى، فلا يجوز أن نخسر إقتصاديّا دون أن نكسب في الجانب الصّحي، وهنا لا بدّ من توجيه التّحيّة لكافّة المؤسّسات السياحية الّتي التزمت بالإجراءات الّتي فرضتها الدّولة وخصوصًا القطاع التجاري".

من جهة أخرى، ذكّر بيروتي بأنّ "القطاع السّياحي وفي أسوأ حالاته، في العام 2019 أدخل أكثر من 6 مليار دولار على ​الإقتصاد اللبناني​، فبدل أن نسعى لإعادة تنشيطه نحاول أن نحصل على 3 مليار دولار من ​صندوق النقد الدولي​"، مؤكّدًا أنّ "إستمرار الأوضاع السّياسيّة على حالها في لبنان تعني أنّنا نتّجه إلى خسارة أهمّ قطاع في البلد، فاليوم على سبيل المثال هناك 10 من أهمّ ​الفنادق​ في بيروت مقفلة، والمؤسّسات السّياحيّة البحريّة مقفلة، والأدلاّء السّياحيّين متوقّفين عن العمل منذ مدّة طويلة".

وأسف بيروتي لأنّ الأنظمة السّياسة في البلدان الحضاريّة تسقط نتيجة الأزمات الإقتصاديّة، ولكن في لبنان العكس هو الصّحيح، نظامنا الإقتصادي يسقط نتيجة الأزمة السّياسيّة، لافتًا إلى أنّ "الفائدة في تركيا 17 بالمئة وفي مصر 24 بالمئة ولكنّهم لا يواجهون نفس أزماتنا، وهذا يؤكّد أنّ السّبب الأهم هو الواقع السّياسي".

وفي الختام، ناشد بيروتي رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ ورئيس الحكومة المكلّف ​سعد الحريري​ أن يجتمعا في أسرع وقت ممكن وعدم الخروج من اللّقاء إلّا بالإتّفاق على تشكيل حكومة إنقاذيّة رأفةً بالبلاد والعباد، ف​تشكيل الحكومة​ وحلّ المشاكل السّياسيّة هو المدخل الإلزاميّ للحلّ.