رأى النائب عن كتلة "التنمية والتحرير" محمد خواجه أن اللبنانيين يتطلعون الى تشكيل حكومة بأسرع وقت تعمل على تخفيف معاناتهم وأوجاعهم وتؤمن الاستقرار المالي والنقدي وتعالج الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تطال القطاعات كافة، مؤكدا أن ​الشعب اللبناني​ لم يعد يبالي بتوزيع الحصص الوزارية، ولمن تكون له الحصة الأكبر او الأصغر في ​الحكومة​ الموعودة، لافتا الى أن هذه المقاربة للأمور والتي تصدر عن أعلى المواقع في ​الدولة​ هو سلوك معيب ولا يحمل أي قدر من المسؤولية، محملا المعنيين تبعات ما يحصل في عملية ال​تأليف​ فيما البلاد تغرق في الأزمات والمواطن فيها يقف عند حافة الجوع.

وأبدى خواجة في تصريح لـ"الأنباء" الكويتية، خشيته من أن تكون عملية التأليف الحكومي قد دخلت مرحلة الجمود أو أن يكون التفاهم بين الرئيسين عون والحريري بات شبه مستحيل في ضوء ما نتج عن لقاء ​بعبدا​ الأخير من تبادل للأوراق والاستمارات وتقاذف الاتهامات بين الرئيسين، ورأى أن الانفراج في عملية التأليف الحكومي لا يبدو قريبا ما سيترك تداعيات على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم في ضوء انهيار العملة الوطنية.

وأكد خواجة أن ​الأزمة​ الحكومية في حال طال أمدها فإننا ذاهبون الى المزيد من غضب الناس الذين فقدوا ثقتهم بالقوى السياسية وبالدولة عدا عن النظرة السلبية للخارج تجاهنا، ورأى أن الأمور لم تعد تحتمل التباطؤ في مواجهة الأزمات الاستعصائية في وقت يسعى فيه فريق الى الثلث المعطل للامساك بالقرار الحكومي من خلال الحصول على سبعة وزراء من أصل 18وزيرا متجاهلا وجع الناس ومعاناتهم.

وأكد خواجة أن ​حركة أمل​ مع حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين وقد عبر بيان مكتبها السياسي الأخير عن ذلك، نافيا أن يكون موقف الحركة ردا على ​حزب الله​، مؤكدا أن بعض التفسيرات أتت في غير مكانها. وان كان التباين في وجهات النظر أمر طبيعي، وهذا لا يغير من طبيعة العلاقة الاستراتيجية بين ​حركة امل​ وحزب الله. لافتا الى ان الاخير يفضل حكومة تكنوسياسية الا انه لا يمانع تأليف حكومة اختصاصيين.

ولفت خواجة الى ان حركة أمل متمسكة بالمبادرة الفرنسية، متوقفا عند سعي الرئيس ​نبيه بري​ الذي دعا الى حكومة اختصاصيين أكفاء مشهود لهم بالنزاهة وألا يتمتع اي طرف بالأغلبية حتى يكون قرار الحكومة حصرا ب​مجلس الوزراء​ مجتمعا، موضحا أن الرئيس بري بانتظار ان تبرد الرؤوس الحامية وتهدأ الأعصاب لتفعيل مساعيه على خط ​تشكيل الحكومة​، والمعلوم انه لم يوفر جهدا ولا مبادرة أو مسعى الا وقام به خلال الأشهر الماضية.