أشارت أوساط مطّلعة، لصحيفة "الراي" الكويتيّة، إلى "أنّها غير متفائلة بإمكان أن يُفضي أيّ تَشَدّد خارجي ولو بالعقوبات على المعطّلين، الّذين لم يعد خافيًا مَن يُقصد بهم، إلى نتائج على صعيد تليين المواقف الداخليّة حول ملف تشكيل ​الحكومة​".

ولفتت إلى اقتناعها بأنّ "الأزمة المستحكمة يتحكّم بها اعتباران رئيسيّان: الأوّل ما بدأ يخرج إلى العلن، عن أنّ تصعيد رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​ بوجه رئيس الحكومة المكلّف ​سعد الحريري​ هو في إطار محاولة "شطْب" تكليفه ودَفعه للاعتذار، باعتبار أنّ استمراره على رأس الحكومة لن يسمح بتحقيق تطّلعات حماية رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ​جبران باسيل​، وتحصين موقعه في الاستحقاق الرئاسي المقبل الّذي ينطلق فيه وكأنّه "حصان جريح" بفعل ​العقوبات الأميركية​، بما يجعل الحكومة العتيدة بمثابة "ورقة فولاذيةّ" لتقوية معركته لبلوغ القَصر كوريث للرئيس عون".

وركّزت الأوساط، على أنّ "عون، صار كما باسيل، يخوض المطاحنة الحكوميّة من زاوية من لم يَعد لديه شيء ليخسره، وهو ما يجعله يتمسّك بالثلث المعطّل في مختلف صيغ التشكيلات، من باب الإصرار على إخراج وزير "الطاشناق" من حصّة رئيس الجمهوريّة".

وأوضحت أنّ "الاعتبار الثاني وهو الأهمّ، متمثّل بـ"مسرح الظلّ" الّذي تدور عليه الأحداث اللبنانيّة، والمتمثّل بالحسابات الاستراتيجيّة لـ"حزب الله"، الّذي يستشعر بأنّ الهجمة الدوليّة بإزاء الواقع اللبناني تحت عنوان "إلّا الانهيار المريع"، تجعل من الاهتراء المتلاحق لهذا الواقع جسر استدراجٍ إضافيًّا للخارج، للأخذ والردّ مع ​إيران​ في "الملف الأم" (النووي) وتتماته على مسارح نفوذ أخرى، وذلك على غرار اندفاعات حلفاء ​طهران​ في الساحات الأخرى".