لفتت صحيفة "ديلي تلغراف"، في مقال افتتاحي، إلى أنّ "لقاحات فيروس "كورونا" تُحدث تحوّلات جيوسياسيّة في العالم"، مشيرةً في هذا الإطار، إلى "تقارب متزايد بين دول ​الاتحاد الأوروبي​ و​روسيا​".

وركّزت على أنّ "المحادثات بين ​ألمانيا​ و​فرنسا​ وروسيا بشأن استعمال لقاح "سبوتنيك" الروسي، لا بدّ أنّ لها تشعّبات أبعد من الطوارئ الصحيّة المتعلّقة بجائحة فيروس "كورونا"، مذكّرةً بأنّ "روسيا وصفت منذ أسابيع قليلة، بأنّها خطر يهدّد استقرار الغرب. وعلى الرغم من ذلك، تسعى دولتان كبيرتان في الاتحاد الأوروبي إلى التعامل مع ​الكرملين​، واستيراد لقاح "سبوتنيك" لتعويض النقص عندها.

وأوضحت الصحيفة، أنّ "وزير الخارجيّة الفرنسيّة ​جان إيف لودريان​، اتّهم الأسبوع الماضي، روسيا بأنّها تستعمل لقاح "سبوتنيك" وسيلة للدعاية والدبلوماسيّة العدائيّة، أكثر ممّا تستعمله للتضامن والمساعدة الصحيّة"، متسائلةً إذا "كان الأمر كذلك، لماذا يلتقي الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ والمستشارة الألمانية ​أنغيلا ميركل​، الرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​؟".

ورأت أنّ "مشكلة الاتحاد الأوروبي أنّ دوله لم تتمكّن من إنتاج ​اللقاحات​ بالوتيرة المطلوبة، كما أنّ عمليّات التلقيح فيها لا تزال متأخّرة، إذ لا تتجاوز واحدًا من عشرة من عدد السكان، وذلك مقارنةً بنحو واحد من ثلاثة في ​الولايات المتحدة الأميركية​، وواحد من اثنين في ​بريطانيا​". وبيّنت أنّ "في المقابل، تتواصل الشكوك بشأن لقاح "​أسترازينيكا​"، بعدما أوقفت ألمانيا استعماله لمن هم دون 60 عامًا بسبب مخاوف جديدة من جلطات الدم، على الرغم من أنّ جميع هيئات تنظيم الأدوية، ومنها "​منظمة الصحة العالمية​"، منحت ترخيصها للقاح".