اعتبر رئيس الحكومة السابق ​فؤاد السنيورة​ أن ​تأليف الحكومة​ العتيدة يشكل الباب الأساس للبدء بإجراء المعالجات المطلوبة، و"هي بالفعل جزء من سلسلة طويلة من الخطوات المهمة التي يجب ان تتم من اجل معالجة المشكلات والانهيارات التي يعاني منها لبنان واللبنانيون"، موضحاً أن "هذه السلسلة من القضايا الخطيرة التي يعاني منها لبنان يتطلب لحلها مجموعة من القرارات الهامة والاساسية، وأولها وليس أصعبها عملية تأليف الحكومة".

وبعد زيارته مطران بيروت للروم الأرثوذكس ​الياس عودة​ في دار المطرانية بالاشرفية، لفت إلى أنه "مضى على بدء جهود تأليف الحكومة تقريبا 8 أشهر، وها هم اللبنانيون لا يزالون يعانون الامرين نتيجة هذه القيود والاستعصاءات والعراقيل التي يضعها البعض ضد تأليف الحكومة العتيدة على الشكل الذي طالب به اللبنانيون بأن تكون حكومة إنقاذ من الاختصاصيين المستقلين غير الحزبيين، وهي الفكرة التي صاغها الرئيس ماكرون على أساس من هذه المطالب، وشكلت جوهر مبادرته الإنقاذية".

وشدد على أن "اللبنانيين يريدون حكومة تدرك وتحس وتشعر بالفعل مع اللبنانيين، والتي يفترض بها أن تحظى بثقة اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي، وتتولى مهامها في إجراء الإصلاحات التي يحتاجها لبنان واللبنانيون، ولكن الهول الذي يشعر به اللبنانيون الآن ويضايقهم ويتمثل بهذه الممارسات والعقبات التي تعترض تأليفها، والتي في جزء كبير منها ما يخرق ​الدستور​ والقوانين التي يستند عليها لبنان وتخرق المبادىء الأساسية التي قام عليها لبنان وهي فكرة العيش المشترك".

ورأى أن "المشكلة الكبرى الآن تتمثل بالممارسات الخطيرة التي يفتعلها بعض السياسيين وكأن شيئا لم يحصل في لبنان ولا توجد أي كارثة رهيبة تطبق على رقاب جميع اللبنانيين"، لافتاً إلى أنهم "يظنون أنه لا توجد أي معاناة لدى اللبنانيين، والمشكلة أنه ما زال هناك سياسيون ومسؤولون وأحزاب ينظرون إلى أمر تأليف الحكومة من زاوية تحديد حصصهم في التشكيلة الوزارية، وما هي الحصص التي يمكن أن يحصلوا عليها في هذه الحكومة والمواقع التي يستطيعون ان يمسكوا بها بتلابيب البلد وتلابيب اللبنانيين".

وأشار إلى أن "المؤسف أن هذه الممارسات لن تؤدي الى النتيجة المبتغاة التي يريدها اللبنانيون"، قائلاً: "صحيح هناك قيود واستعصاءات وعراقيل ليست فقط محلية يقوم بها أولئك السياسيون وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، ولكن هناك قيود أخرى يبدو أنها استعصاءات خارجية، وهذه الجهات تمارس ضغوطها وتتلطى وراء رئيس الجمهورية وتحول دون إنجاز عملية تأليف الحكومة بالشكل المطلوب القادر على التصدي للمشكلات التي يعاني منها لبنان، وذلك من أجل الاحتفاظ بلبنان كرهينة لاستعمالها في قضايا لا علاقة للبنان بها".

وشدد على أن "الحاجة الآن هي لتأليف الحكومة بأسرع وقت ممكن، والتفرغ بعد ذلك لإيجاد الحلول التي يحتاجها اللبنانيون من أجل إخراجهم من هذا الأتون العظيم الخطير والمهول، والناتج عن تراكم المشكلات وعدم المبادرة لإجراء الإصلاحات التي كان ينبغي أن تتم منذ سنوات".

وأكد أن "الضروري في عملية التأليف، ان تكون الأمور واضحة والبوصلة واضحة اكان في الموضوع المتعلق بالعودة الى التأكيد والالتزام باحترام الدستور ووثيقة الوفاق الوطني في ​الطائف​ و​الدولة اللبنانية​، والتأكيد على سلطتها الكاملة على كل الأراضي اللبنانية والعودة الى احترام استقلالية ​القضاء​ والتأكيد على احترام نظامنا الديمقراطي البرلماني واحترام الشرعيتين العربية والدولية".

ولفت إلى أن "هذه القضايا يجب ان تكون هي الهاجس الأساس في عملية التأليف، وبعد ذلك تمثل القواعد الواجب الالتزام بها في أداء الحكومة، فإذا لم يكن هناك من التزام في عملية التأليف باحترام هذه الأمور والقضايا وباحترام اللبنانيين الذين يطالبون بحكومة تمثلهم وترعى مصالحهم، فإن الحكومة الجديدة إذا تألفت على غير هذه الأسس لن تؤدي الى استعادة الثقة لا من اللبنانيين ولا من المجتمعين العربي والدولي، وبالتالي لن تستطيع الحكومة العتيدة أن تقدم شيئا للبنانيين، ولن يكون هناك إمكانية لإيجاد المعالجات الصحيحة ولإخراج لبنان من هذه المآزق المتناسلة".