اعتبر نائب رئيس ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ العلامة الشيخ ​علي الخطيب​ رسالة الجمعة أننا "توافقنا جميعاً على ان ​لبنان​ لا يحكم الا بالتوافق وعلى ان لبنان بلد نهائي لبنيه وعلى منع ​التوطين​ وعلى ​اتفاق الطائف​، فلماذا نتهرب من هذه الالتزامات عند التطبيق ومن هو المسؤول عن الانهيار ومن الذي امَّن الأرضية لتحقيق النمو الاقتصادي وهيأ الاجواء اللازمة لجلب الاستثمارات، لقد قلنا لبعض من التقيناهم بالأمس ذلك وطرحنا عليهم هذه الأسئلة وانه اليست ​المقاومة​ مع ​الجيش اللبناني​ وبدعم من الشعب حققت كل ذلك الى جانب انجاز تحرير لبنان من الإحتلال ، اليس التهديد من جانبه ما زال ماثلاً ؟ اليست المقاومة ما زالت تمثل السياج الى جانب الجيش اللبناني للحدود من اي اعتداء اسرائيلي جديد، وان ما حدث من انهيار تتحمل مسؤوليته القوى السياسية التي اثبتت عجزها عن اقامة دولة حقيقية، فلماذا تُحمَّل المقاومة مسؤولية ذلك واي انصاف وبأي منطق وكان الجواب بالتسليم".

وأضاف الشيخ الخطيب: "انتم الذين تحمون المتهمين والمرتكبين والفاسدين ثم تتدخلون في ​القضاء​ وتخرجون المحكوم عليهم بجرم العمالة او غيره ام من يدفع ودفع التضحيات ومن الذي يشكل دولةً ضمن الدولة ويسيطر على القرار كفى ظلماً واستخفافاً بالعقول، لن تستطيعوا ان تقلبوا الحقائق ولن تستطيعوا ان تؤثروا على البيئة الحاضنة للمقاومة او تدقوا اسفيناً بين ابناء الامام ​موسى الصدر​ للقضاء على ما كتبوه بتضحياتهم ودماء ابنائهم ومعاناة اسرهم وعوائلهم ليعيدوا لبنان سائباً للعدو الاسرائيلي يدخل ويخرج ساعة شاء ويعطي ويمنع متى شاء ومزرعةً تقسم مغانمها بين بعض اللصوص الذين لا يخجلون مما اقترفته ايديهم ليلقوا التبعة على المقاومة وليدعوا براءتهم من دم يوسف".

وتعهد الخطيب "بالبقاء على التزامنا المبادئ التي قام عليها ​المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى​ وبنهج الامام السيد موسى الصدر من الدفاع عن لبنان وحماية السلم الاهلي والعيش المشترك ولسنا بحاجة ان نقدم لاحد شهادة في الوطنية او نقدم تبريرا للدفاع عن ارضنا وشعبنا ووطننا، بل الاخرون الذين يطالبون بنزع ​السلاح​ هم المطالبون بتبرير انفسهم وتقصيرهم عن القيام ببناء الدولة العادلة والقادرة على الدفاع عن ارضها وشعبها وانشغالهم بالتنازع على اقتسام المغانم دون ان يكون لديهم ادنى استعداد لتقديم الحد الادنى من التنازلات في سبيل اخراج بلدهم من القعر الذي اوقعوه فيه بالإقدام في اقرب وقت على تأليف حكومة وحدة وطنية تضع حداً للانهيار وتشكل بدايةً للحلول والاصلاحات اللازمة والضرورية للنهوض واعادة اموال المودعين والاهتمام بلقمة عيش المواطنين الذين تركوا نهباً لاولاد الحرام الذين يستغلون الظروف الصعبة التي وفرها هؤلاء لهم ليتقاسموها معاً".

وأكد أن "​منظومة​ ​الفساد​ والعقوبات الاقتصادية الأميركية والاعتداءات ال​إسرائيل​ية على لبنان هي المسؤولة عن الانهيار الاقتصادي، وعلى المسؤولين في لبنان ان يصوبوا البوصلة باتجاه تحديد الصديق من العدو، فلبنان وطن عربي مقاوم التزم قضايا العرب الكبرى وليس له عدو الا العدو الإسرائيلي، وبدل وضع فيتو على المساعدات من الدول الصديقة والشقيقة التي لم تتوانى عن مساعدة لبنان في الازمات والمحن التي تعرض لها، فاننا نطالب المسؤولين ان ينتهزوا فرص الخير لانها تمر مر السحاب، ويبادروا الى قبول المساعدات من ​إيران​ ويفعلوا علاقات التعاون المشترك مع ​سوريا​ وينفتحوا على إقامة علاقات تعاون وتبادل تجاري واقتصادي مع كل دول العالم باستثناء إسرائيل، ونحن اذ نثني على موقف ​الحكومة العراقية​ على مساعدتها الأخيرة فإننا نتوجه بالشكر من كل دولة قدمت الدعم و العون و تريد مساعدة بلدنا، وفي الوقت عينه نطالب المسؤولين بتحمل مسؤوليتهم بالإسراع في تشكيل حكومة إنقاذيه إصلاحية تعيد ثقة الخارج بالدولة وتردم الهوة العميقة من انعدام الثقة مع المواطنين".

وأمل الشيخ الخطيب :ان تثمر المساعي التي تجري حالياً تأليف حكومة وباقصى سرعه تعطي أملاً للبنانيين الذين لا يُحسدون على ما هم فيه من هم ، ولا سيما اننا على ابواب ​شهر رمضان​ المبارك".