وجه راعي ​أبرشية كندا​ للموارنة المطران بولس - ​مروان تابت​ الرسالة السادسة عشرة الى أبناء ​الكنيسة المارونية​ في كندا، لمناسبة ​عيد الفصح​ أكد فيها أن "يسوع القائم من الموت يبقى هو رجاؤنا الأكيد في دائرة القلق التي نمر بها"، مشددا على أن "التمسك به بإيمان هو ​اللقاح​ الوحيد الذي يمكن أن ينقذنا من ​فيروس​ الخوف والألم والموت؛ وأن يحفظنا من فيروس الشر الذي أصاب إنسانيتنا وتاريخنا، من فيروس حياة بلا معنى ودون هدف".

وسأل "أي إيمان نريد؟ أي إيمان نعيش؟ لا نعرض الموضوع من الجانب الفلسفي والوجودي ولا نجادل مسألة وجود الله وجوهره. إن جوهر الموضوع يكمن في التفكير: أي إيمان نريد أن نشهد له أمام أولادنا الذين سيتوقف عليهم الحفاظ على هذه الوديعة في كل المواقف التي سيمرون بها في حياتهم؟ فإذا كنا نتغنى بإيمان الأجداد وقوتهم وبساطتهم، فيلزم أن يتحلى إيماننا اليوم بالعمق الروحي والالتزام والشهادة الحية ذاتها. فلا تبقى شهادتنا نظرية، بل اختبار حياة وعيش في قلب الظروف والاحداث اليومية، إيمان مطلق عميق يدفعنا إلى اكتشاف حضور الله في أصعب الظروف ويتجلى في النتائج التي يخرج بها كل مؤمن من المحنة التي عاشها وحفزت لديه الحماس للبدء من جديد. من هنا تبدأ القيامة وتتعمق في ​المحبة​ المنتصرة التي تتفجر من روح المسيح الحي، تضفي نفحة إلهية وإنسانية على ​الانسان​ وتبدل وجه الأرض. تبدأ بالمحبة التي نعيشها في يومنا. فعندما نحب نصبح شهود القيامة، ننتقل كل يوم من الموت الى ​الحياة​ (1يوحنا 3/14) ويدفعنا الروح الى أن نحيا حياة جديدة فنجعل من هم حولنا يحيون أيضا. وتتجلى بعض مظاهر القيامة: حين نرى كيف تولد الحياة حولنا من جديد، من خلال الفصول وتجدد المكان والزمان. حين نرى أناسا ينهضون فيرفضون حتمية الظلم و​العنف​ والشر بكل أشكاله. حين نرى الجماعات ​المسيحية​ تشهد للغفران والمحبة في وجه الاضطهاد".

وأكد انه "يبقى يسوع القائم من الموت هو رجاؤنا الأكيد في دائرة القلق التي نمر بها. إن التمسك به بإيمان هو اللقاح الوحيد الذي يمكن أن ينقذنا من فيروس الخوف والألم والموت؛ وان يحفظنا من فيروس الشر الذي أصاب إنسانيتنا وتاريخنا، من فيروس حياة بلا معنى ودون هدف. اليوم، في الوقت الذي لا يزال الوباء ينتقل من موجة الى أخرى، يزرع الموت في أنحاء واسعة من ​العالم​، تستمر دعوة يسوع لكل واحد منا بأن يكون شاهدا على مثال النسوة عند القبر (متى 28/10)... لا تخف، إذهب إلى إخوتي وأخبرهم أنك قد قابلتني! أخبرهم أن قبري فارغ! أخبرهم أن الخوف والحزن واليأس والموت قد تم الانتصار عليها إلى الأبد! أخبرهم أنني حي! أخبرهم أن الحياة لا تزال لها معنى، وأن البشرية ​الجديدة​ قد ولدت هنا".