أشار راعي أبرشية ​بيروت​ المراونية ​بولس عبد الساتر​ إلى أن "جزء من الشريحة اللبنانية الواسعة يطلبون رحيل الطبقة السياسية، ولكن اليوم اللبناني يبحث في أيامنا هذه عن الأمان بكل معانيه وعن الكرامة"، موضحاً أن "المطلوب من المسؤول عني في وطني أن يعطيني الأمان الأمني والغذائي ولا اعتقد ان أي مواطن سيرفض المساهمة يتحقيق ذلك، ولكن هناك أيضا الأمان الذي يحافظ على كرامة الإنسان اللبناني".

وأكد عبد الساتر، في حديث تلفزيوني، أنه "لا يحق لأي تاجر احتكار مواد غذائية لتحقيق أي ربح إضافي له"، مشدداً على أن "كان ينقصنا حضور المسؤولين على الأرض بعد انفجار 4 آب ليقولوا نحن الى جانبكم، وكان لديهم امكانيات يساعدون بها الناس للعودة الى بيوتهم. ومن يتمتع بسلطة في ​الدولة اللبنانية​ كان يمكنه الضغط أكثر على القوات الأمنية لتقوم بالمزيد من الدور، ليشعر الناس بالقليل من الاطمئنان".

كما اعتبر أن "حضور الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ إلى لبنان عقب انفجرا المرفأ ونزوله بين الناس اعطى القليل من النفس الإيجابي للشعب اللبناني، ولكن لا يمكن لجميع المسؤولين النزول الى الشارع"، مشيراً إلى أنه "قبل الانفجار كنا نرى على ​وسائل الاعلام​ ان مسؤولين ونواب يتعرضون للتهجم او الطرد من الأماكن العامة، ومن الممكن ان يكون هذا سبب من الأسباب التي حالت دون نزول البعض إلى الشارع بعد الانفجار".

وأفاد بأن "اللبناني يجب أن ينتبه من أن ردّات فعله على المسؤولين يجب ان ينتج عنها شيء ايجابي، فإذا كانت ناتجة فقط عن غضب هذا لا يساهم ببناء أوطان"، مؤكداً أن "الشعب لديه مسولية بوطننا باعمار البلد ونهضته وهذه المسؤولية ليست فقط على السياسي"، متسائلاً "هل الفساد فقط عند المسؤولين؟ كل انسان عليه مسؤولية بايقاف الفساد فينا في البداية".

ولفت عبد الستر إلى أنه "حال تبع المسؤولون الحاليون ضميرهم، سنصل لإعمار البلد، ولكن إذا استمروا على ما هم عليه، لا يمكن أن يؤسسوا وطن، ولا يمكن أن يستمروا، لأن الشر يأكل نفسه، بالتالي فليراجع كل نفسه ونحن بالتأكيد نؤمن بالتوبة". وأوضح أنه "في حياة الإنسان والأوطان تمر فترات ضياع وحيرة، لكن هذا لا يستمر اذا الشعب كان لديه رؤية ليركض وراء أسخاص لديهم تجرد وروح الخدمة ورؤية للبنان ويساعدهم لتحقيق هذه الرؤية، ويمكن للبنان ان يقوم".

وشدد على أن "​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ لديه هم المحافظة على خير لبنان وخير ​الشعب اللبناني​ بالمجمل، وهو طرح مبادرته الاولى والثانية ودعا ​رئيس الجمهورية​ وريس الحكومة المكلف للتشاور والكلام والحوار والاستمرار ل​تشكيل الحكومة​، وهو اليوم قام بهذا الدور لانه يعتبر نفسه مسؤولاً كمواطن، وكرجل ​كنيسة​ ورجل مسؤول عن الطائفة المارونية التي لها دور كبير بتأسيس لبنان".

ورأى أن "هذه الدعوات تلقفها الأطراف السياسيون من دون أحكام مسبقة وحاوره بها وشاوروه. اليوم هو يطرح افكار جديدة حين تكلم عن الحياد النشاط في لبنان، وهذا لا يعني ان قضية لبنان تتلاشى، ولكن يجب ايجاد حل لكي لا يتأذى لبنان ولا يكون ساحة للصراعات الدولية". وأكد أن "المؤتمر الدولي لا يعني وضع لبنان تحت وصاية دول، لكن الراعي بهذا الطرح يقول للأمم المتحدة والدول المسؤولة عن بعضها البعض، تعالوا لنتكلم ونرى كيف نساعد لبنان ونحميه ونبعده عن الصراعات الموجودة، في وقت نحن اليوم كائنا من كان يمكنه أن "يشتغل" بنا وان "يخربط" بالبلد".