ثَمَّن رئيس الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ ربيع بنات، موقف رئيس الجمهوريّة العماد ​ميشال عون​ ودعوته لإنشاء السّوق الاقتصاديّة المشتركة بين ​لبنان​ وسوريا و​الأردن​ و​العراق​.

وأكّد بنات أنّ دعوة عون الّتي أطلقها خلال استقباله الوفد العراقيّ، تفتح الباب واسعًا أمام حلول حقيقيّة للأزمة اللّبنانيّة المزمنة وتصحيحًا لخللٍ عمره من عمر اتفاقيّة سايكس - بيكو، مشيرًا إلى أنّ "هذا المنطق العلميّ السَّليم في طرح عون هذا، يتطابق مع الحلول الّتي ينادي بها الحزب السّوريّ القوميّ الإجتماعيّ منذ تأسيسه، وتأكيدًا على المبادرة الّتي قَدَّمها الحزب لحكومات كيانات الأمّة السّوريّة قبل سنوات".

ولفت بنات، في لقائين منفصلين مع القوميّين في منفذيّتَي المتن الجنوبيّ والمتن الأعلى، إلى أنّ "مواجهة الحصار المفروض على بلادنا وحرب التّجويع و​الإرهاب​ الاقتصاديّ الّتي تُشنّ على لبنان والشّام والعراق، تتطلّب تعاونًا وتكاملًا اقتصاديًّا بالدّرجة الأولى بين هذه الكيانات، بحيث تتكامل طاقات وخبرات بلادنا وموارده الطّبيعيّة على امتداد الأمّة في تحويل التّهديدات إلى فرص والسّعيّ لحجز مكانٍ اقتصاديّ لهذا التّكتّل الطّبيعيّ بين التّكتّلات الّتي تنشأ في المنطقة، وتوسيعه نحو التّعاون مع مصر والدّول العربيّة الصّديقة، في حين يحاول كيان العدوّ الإسرائيليّ أن يكون محور حركة هذه التّكتّلات، لتأمين مصالح جيو - سياسيّة للدولة اليهوديّة ورعاتها الغربيّين، على حساب مصالح شعبنا وأمّتنا".

وأكّد بنات أنّ الّذين سارعوا للردّ على عون، "لم ينطلقوا من أيّ سعيٍّ لإيجاد حلول حقيقيّة لبنان، إنّما يحركّهم حقدهم وجهلهم وتبعيّتهم للخارج، الذي يحارب أي تقارب رسميّ واقتصاديّ بين لبنان ومحيطه القوميّ الطّبيعيّ". وحذّر من "المحاولات الغربيّة المشبوهة لفصل الحدود (الوهميّة) اللّبنانيّة - الشّاميّة بنفوذ دوليّ عسكريّ مباشر، في محاولات مشابهة لفصل الحدود الوهميّة أيضًا بين الشّام والعراق وبين الشّام والأردن".

وحول الدّعوات المتكرّرة للحياد "السّلام"، أكّد بنات أن "السّلام كما يتمّ طرحه علينا هو استسلام، بينما نحن نرى السّلام بأن يسلّم عدوّنا بحقِّنا في ترابنا ومياهنا ومواردنا وبتحرير كامل أرضنا المحتلّة"، مضيفًا إنّ "​سلاح المقاومة​ هو الّذي يجعل العدوّ يحسب لنا ألف حساب وليس المؤتمرات الدّوليّة الّتي لا تصب إلّا في مصلحة العدو".

وانتقد رئيس الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ المطالبة "الفولكلوريّة" بالحياد، "بينما يتمّ خرق سيادتنا بشكل يوميّ من قبل العدوّ الإسرائيلي ويمارس الغرب حصارًا موصوفًا على شعبنا بهدف تركيعه، ورفض عودة النّازحين من ​فلسطين​ والشّام إلى قراهم وبيوتهم وفرض "التّوطين" على لبنان لتصفية ​حق العودة​".

ودعا المطالبين بالحياد، إلى الوقوف بجانب الحقّ وعدم حماية الفاسدين من سياسييّن وتجَار ومحتكرين، واستقاء الدّروس والعبر من سيرة السّيّد المسيح في "جمعة الآلام" وتقديمه نموذجًا عن الانحياز إلى النّور في مواجهة الظّلام، بدل تغليف الانحياز للباطل بدعوات الحياد المشبوه.