كشفت معلومات موثوقة لصحيفة "الجمهوريّة"، عن أنّ "المعنيّين بالأفكار التوفيقيّة بين رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​ ورئيس الحكومة المكلّف ​سعد الحريري​، قد أعدوا العدّة لإطلاق حراك متجدّد وسريع يواكب عودة الحريري إلى ​بيروت​، لكسر حلقة الشروط المعطّلة، وصولًا إلى تشكيل حكومة متوازنة تلبّي متطلبّات المبادرة الفرنسيّة جملةً وتفصيلًا".

ولفتت إلى أنّ "المعنيّين بالأفكار الرامية إلى استيلاد "حكومة متوازنة لا ثلث معطّلًا فيها لأيّ جهة"، يُحاذرون الحديث مسبقًا عن إيجابيّات، بل يؤكّدون أنّه كما أنّ النجاح في أن تلقى هذه الأفكار تجاوبًا مع تلك الأفكار هو احتمال ممكن، فكذلك الفشل وارد أيضًا، ذلك أنّ الأمور لم تتقدّم أيّ خطوة إلى الأمام، برغم المناخ الإيجابي الذي جرى الحديث عنه في فترة ما قبل ​عيد الفصح​".

وأشارت "الجمهوريّة"، إلى أنّ "هؤلاء المعنيّين يؤكّدون أنّ جوهر الحراك هو إحداث خرق نوعي، يرتكز على ليونة جديّة في ما خصّ حجم الحكومة سواء أكانت من 18 أو 20 أو 22 أو 24 وزيرا، وكذلك في ما خصّ حجم تمثيل كل جهة، إضافةً إلى نوعيّة الوزارات الّتي ستُسند لهذا الجانب أو ذاك، وصولًا إلى بلوغ حكومة بلا ثلث معطّل لأي جهة"، موضحةً أنّ "تبعًا لأجواء الرئيس عون والحريري، فإنّ القائمين بهذا الحراك أمام مهمّة صعبة لا بل شاقةّ، بالنظر إلى التعقيدات والصعوبات الكثيرة الّتي تواجهها".

وأكّدت المعلومات الموثوقة أنّ "المعنيّين بالحراك قد وَضعوا في حسبانهم الفشل المسبق، إن بقي رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلّف ثابتَين على مواقفهما المتصادمة، والتصلّب الّذي يبديه كلاهما تجاه الآخر، ما يعني أن حظوظ النجاح، كما يبيّن هؤلاء المعنيّون أقل من حظوظ الفشل، إلّا إذا كانت عطلة عيد الفصح قد شكّلت فرصةً للمختلفين لإجراء مقاربة موضوعيّة لواقع البلد ووضع الناس، ولقراءة متأنّية وموضوعيّة لمجموعة العوامل الداخليّة والخارجيّة المعجّلة في ​تشكيل الحكومة​، بدءًا بالصرخة الّتي أطلقها البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ (الّذي سيلتقي السفيرة الأميركيّة ​دوروثي شيا​ اليوم، وعددًا من الشخصيّات السياسيّة والوزاريّة)، ودعوته إلى الافراج عن الشعب والحكومة، وكذلك في الموقف الفرنسي الّذي ارتفع إلى وتيرة عالية في حدّته، وصولًا إلى الموقف السعودي البالغ الدلالة والأوّل من نوعه وصراحته حيال الملف الحكومي في ​لبنان​".