أكّد رئيس لجنة "الصحة النيابية" النائب ​عاصم عراجي​ في حديث لـ"النشرة" على تخوّفه من تكرار "سيناريو رأس السنة" في ​شهر رمضان​ المبارك، معتبرًا أنه "إذا لم يتم ضبط موضوع الإفطارات والتجمّعات بالإضافة إلى التقيّد بـ30 بالمئة بالنسبة إلى الحضور للمساجد فالأمور ستّتجه نحو الأسوأ".

وأبدى عراجي أسفه من استمرار التخبّط في إدارة ملف ​كورونا​ في البلاد، ففي حين نطلب من المواطنين الالتزام والتقيّد بالإجراءات والضوابط الصحيّة نجد أن الضياع هو سيّد الموقف لدى المسؤولين، فغرفة العمليات لإدارة الكوارث الوطنية، أصدرت يوم الجمعة قرارًا نسف قرارات اللجنة الوطنية للتدابير و​الوقاية​ التي اتُخِذت الخميس فيما يتعلق بالإجراءات في شهر رمضان، وبالتالي هذا التخبط يعقّد المشاكل بدل حلّها".

من جهة أخرى، لفت عراجي إلى أن "​لجنة الصحة النيابية​ تتابع مسألة العودة الآمنة إلى ​المدارس​، وفي الحقيقة هذه ​الأزمة​ قائمة في عدد من البلدان حول العالم، فحتى داخل ​الولايات المتحدة الأميركية​ أصرّ الأساتذة على تلقّي ​اللقاح​ قبل العودة، وخوف الأساتذة في ​لبنان​ من التقاط الفيروس مشروع، ولذا كان القرار بإعطاء الأولوية لأساتذة الثانوي والشهادات الرسمية، و​النقاش​ مستمر حول هذا الموضوع وأعتقد أنه مع توفّر أعداد كافية من ال​لقاحات​ ستُحل هذه المعضلة".

وأعلن عراجي أنه "من المتوقع وصول جرعات إضافية من ​لقاح فايزر​ في الشهرين المقبلين، بالإضافة إلى لقاحات أخرى وأبرزها استرازينيكا، وبالرغم من أن عددًا من الناس يتخوفون من هذا اللقاح، ولكن عدد الذين تلقوه في لبنان تجاوز الـ10 الاف شخص ولم تُسجّل على أي منهم عوارض خطيرة، وبالتالي لا مبرر للخوف خصوصًا في ظل تطمينات ​منظمة الصحة العالمية​ ووكالة ​الأدوية​ الأوروبية بأن العوارض التي سُجلت على بعض الأفراد نادرة جدًا، وبالتالي فوائد اللقاح أكثر من مخاطر الفيروس".

ولفت عراجي إلى أن "انخفاض عدد الوفيات بالفيروس في لبنان، وانخفاض دخول مرضى كورونا إلى غرف العناية الفائقة، وانخفاض النسبة الإيجابية للفحوصات، كلها مؤشرات إيجابية لكن الحذر واجب وعلينا الاستمرار بتشجيع الناس على الإلتزام بالتدابير الوقائية مع ارتفاع وتيرة التلقيح في الأشهر الثلاثة المقبلة".

وفي سياق آخر، كشف عراجي أنه "بحسب البيانات الواردة في صحيفة ​نيويورك تايمز​ فهناك حوالي 9 بالمئة من سكان العالم تلقوا اللقاح، 84 بالمئة منهم في الدول الغنية وأقل من 1 بالمئة في الدول الفقيرة، وهذا مؤشر سلبي على صعوبة الوصول إلى المناعة المجتمعية العالمية المطلوبة، ولذا أكّدت منظمة الصحة العالمية مرارًا بأن المدخل للحدّ من انتشار كورونا هو اتّباع مبدأ العدالة في توزيع ​اللقاحات​".

وفي الختام، شدّد عراجي على أن "​القطاع الصحي​ في لبنان يعاني من مشاكل عديدة، و​المستشفيات​ ترفع تعرفتها 4 أضعاف والتكلفة تزيد الأعباء على كاهل المواطن، وأتخوّف من أن تصبح الطبابة في لبنان للميسورين فقط"، مؤكدًا على "وجوب إجراء إصلاح بنيوي للقطاع الصحي وإعادة هيكلته، وتوحيد الصناديق الضامنة والتعريفات ومكننتها، وإلغاء نظام السقوف المالية الفاشل للمستشفيات، ووقف انفلاش المؤسّسات الصحية للحد من الهدر، وإلّا لن نستطيع الحفاظ عليه".