لفت عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ​هاني قبيسي​، ممثِّلًا رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، خلال افتتاح مبنى ​نقابة المهندسين​ في مدينة ​النبطية​، إلى "أنّنا في ظلّ الظروف الصعبة الّتي نعيشها اليوم، أكانت صحيّة أو اقتصاديّة أو ماليّة والأسوأ من كلّ هذا الواقع السياسي المتخبّط الّذي لا يبشّر بالخير، لأنّ ما يجري على الأرض خطير جدًّا".

وأوضح أنّ "كلّ بلاد العالم عندما تتعرّض لأزمات ويداهمها الخطر، تجتمع فيها المعارضة والموالاة لمواجهة هذا الخطر بقرار وطني واحد. ومع الأسف في ​لبنان​، رغم الأخطار الكثيرة الّتي تهدّد الكيان نتيجةً لعقوبات فُرضت على وطننا وأبناء الوطن، فساساتنا منقسمون مختلفون متباعدون، لا يسعون لموقف وطني واحد يعالج أيّ من الأزمات والأخطار". وشدّد على "أنّنا في واقع اقتصادي صعب، وفي حدود بحريّة تتغيّر بناءً لتحرّك أمواج البحر، هذه الحدود الّتي لم يستطع تثبيتها أحد نتيجة ضعف وقلّة خبرة، وابتعاد عن قرار سياسي جريء يثبّت حدودنا البحريّة، لنقول للصهاينة هذه حدودنا وهذه ثروتنا الّتي علينا الدفاع عنها بوجه كلّ طامع".

وأكّد قبيسي أنّ "هذه الحدود لا يجب أن تخضع لأيّ خلافات وتجاذبات سياسيّة، لأنّها مصلحة وطنيّة عُليا، ومع الأسف غابت التقديرات في لبنان، فمَن يقرّر بأنّ ما يجري في الداخل اللبناني وعلى حدودنا البحريّة هو مصلحة وطنيّة عليا، فلم يتداعى أحد لاجتماع صغير لمناقشة هذه الأزمات وحلّها". وركّز على "أنّنا في بلد غارق في الديون ويمرّ بأزمة اقتصاديّة كبيرة، وللأسف لا يجتمع مسؤول مع آخر لمناقشة الواقع الاقتصادي ووضع خطّة اقتصاديّة إنقاذيّة، والمواطن يعاني كلّ يوم نتيجة تصدّيه للمشكلة بإمكاناته وقدراته نفسها، وبودائعه وأملاكه، نتيجة غياب الدولة لخلافات سياسيّة يجب أن ننحّيها جانبًا".

وأشار إلى أنّ "الخطر كبير، ويجب أن يتنازل كلّ سياسي ويقف عند حدّه، وليتّفق الجميع على لغة حوار كرّسها بري، لمعالجة القضايا الخطرة الّتي تهدّد وطننا، ونصل إلى الاتفاق على تشكيل حكومة تتمكّن من وضع خطّة للنهوض من الأزمات الّتي تغرق البلد فيها". وشدّد على أنّه "لا يُعقل أن تضيع ثرواتنا في ظلّ خلافات سياسيّة تترك المواطن وودائعه ومقدراته بالمجهول. آن الأوان لوقفة حقيقيّة مخلصة على الساحة اللبنانيّة، بتنازل هذا عن وزارة وذاك عن موقع، فنشكّل حكومةً وطنيّةً جامعةً، قادرةً على وقف الاستنزاف الحاصل".

وذكر أنّ "هناك فوضى في ال​سياسة​، فوضى في الدعم وفوضى في ​تشكيل الحكومة​، وهذا يدلّ على ضياع كامل على مستوى المواقف السياسيّة بوطن ضحّى شعبه وقدّم أبناءه شهداء، وهذا الشعب لا يستحقّ من كثيرين على الساحة لا يسعون إلّا إلى تخريب هذا الوطن".