أشار حاكم مصرف ​لبنان​ ​رياض سلامة​، في حديث لصحيفة "لوفيغارو"، الى أن "لبنان يعاني من عجزين كبيرين. الأول نتج عن الموازنات التي اعتمدتها الحكومات وصوت عليها البرلمان، والتي لم تأخذ في الاعتبار الحاجة إلى الإصلاح، والتي شرعت في زيادات كبيرة للغاية في الأجور في ​القطاع العام​ في تشرين الثاني 2017. والثاني يتعلق بالحساب الجاري مع الواردات المفرطة، بما يتجاوز احتياجات البلد".

وذكر أن "على مدى ثلاث سنوات، بين عامي 2017 و 2019، بلغت وارداتنا 65 مليار ​دولار​. انخفض حجم وارداتنا اليوم إلى النصف. ويرجع ذلك أساسًا إلى حقيقة أن لبنان لم يستورد لنفسه فقط بل ل​سوريا​ أيضاً. إلى هذين العجزين، وهما نتيجة قرارات سياسية في المقام الأول، أضيفت عوامل منذ نهاية عام 2019: إغلاق البنوك، وتفجير ​المرفأ​، والأزمة الصحية العالمية".

وشدد سلامة على ان "لم يكن لدي أي أموال غير مشروعة أو أموال مختلسة على حساب ​البنك المركزي​، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. شرحت في وقت سابق من خلال عرض الوثائق التي تثبت امتلاكي 23 مليون دولار في عام 1993، قبل أن أتولى رئاسة ​مصرف لبنان​. لقد جمعت هذه الثروة بعد عشرين عامًا، بفضل راتبي الشهري الكبير جدًا البالغ 165 ألف دولار. وتمكنت من إدارة هذه الأموال بشكل جيد من قبل مستشاري، وجعلها تزيد".

وأوضح أنّه "يتم التصريح عن جميع أصولي، بما في ذلك أصولي في الخارج، وأنا أدفع ضرائبي. أنا المستفيد المعلن في كل ما أملك لأنني شفاف ولا يوجد شيء أريد تخبئته، وبالتالي يسهل على الجميع الوصول إلى المعلومات عني واختلاق الأكاذيب. كل هذه الاتهامات هي ضجيج يهدف إلى إلحاق الأذى بي وهي جزء من حملة شيطنة بدوافع سياسية وأيديولوجية خفية".

وحول الملف في ​سويسرا​، اوضح سلامة أن "هناك تحقيقا أوليا في سويسرا. لا يمكنني الإفصاح عن معلومات لاحترام سرية التحقيق، لكني أكرر أنني لم أستفد قط من الأموال غير المشروعة على حساب مصرف لبنان، لا بشكل مباشر أو غير مباشر".

وتابع :"مثل الكثير من اللبنانيين، أنا ممتن جدًا للرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ على جهوده لإنقاذ لبنان، لمجيئه إلى هنا بسرعة بعد الانفجار المأساوي في ميناء بيروت. إن البنك هو الأداة الوحيدة التي تمول احتياجات القطاعين العام والخاص والتي تضمن استيراد السلع الأساسية"، معتبرا أنه "لو كان هناك "مخطط بونزي" كما نُتّهم، لكان النظام المالي قد انهار ولن يكون هناك المزيد من المال".

وفسّر أنّ "فيما يتعلق بخياراتنا لمدة ثلاثين عامًا، كانت مهمة البنك هي ضمان سيولة ​الاقتصاد​. في بلد "دولرة" مثل لبنان، من الضروري أن يكون للبنك القدرة على التدخل في السوق بهذه العملة. كان علينا جذب السيولة بالعملة الأجنبية لتلبية احتياجات القطاعين العام والخاص، وعلى العكس من ذلك، سحب العملات المتداولة عند وجود فوائض. لذلك كان علينا العمل في السوق. تطلب هذا "الهندسة" من أجل الحفاظ على النمو الاقتصادي والقوة الشرائية للبنانيين. على عكس ما قرأته، لم ندفع أبدًا أسعار فائدة مفرطة".

كما لفت سلامة الى "أننا عندما نقارن أسعارنا مع أسعار جيراننا مثل مصر أو ​تركيا​، كان لبنان يدفع معدلات فائدة أقل. كان هذا النظام يقوم على الثقة. وقد أدى العجز المتكرر في ميزانية ​الدولة​ إلى إضعاف هذه الثقة. الفضل اليوم للبنك المركزي لبقاء الدولة، لأنه راكم احتياطيات كبيرة من العملات الأجنبية. مصرف لبنان هو العمود الأخير من أركان البلد".

وكشف أن "الدولة تمتلك 16.350 مليار دولار من السيولة الخارجية وما يعادل 18 مليار دولار من احتياطي ​الذهب​. هذا مهم ويساعد على منع أي انهيار. لذلك فإن لبنان لديه مجال للمناورة، حتى لو كنت مدركًا للصعوبات التي يواجهها بعض أبناء وطننا يوميًا. لقد وضعنا خطة لإنهاء الأزمة. إذا تم تشكيل حكومة ، وتمكنت الأخيرة من استعادة الثقة واستمر اتباع توصيات البنك المركزي، ستخرج البلاد من الأزمة".

ترجمة النشرة