لفتت مصادر سياسية متابعة للشأن ال​لبنان​ي، عبر صحيفة "الشرق الأوسط"، إلى ان زيارة وكيل ​وزارة الخارجية الأميركية​ للشؤون السياسية ​ديفيد هيل​ إلى لبنان، لا تحمل "مبادرة سياسية" جديدة، بالمعنى المتعارف عليه، مشيرة إلى أن "توقيتها الآن قد يكون لأسباب لها علاقة بملف ​الجيش اللبناني​، تخوفاً من احتمال أن تنعكس ​الأزمة​ المالية والاقتصادية والمعيشية على تماسكه، وبالتالي تعريض "الإنجازات" الأمنية التي حققها بالتعاون مع ​واشنطن​ للخطر".

وفي هذا السياق، كشفت تلك الأوساط أن الحملة الإعلامية التي انطلقت تحذيراً من احتمال انهيار الجيش، سواء ما جاء على لسان قائده قبل أسابيع والتي جددها مع بدء هيل زيارته للبنان، أو عبر "اللوبي اللبناني" في واشنطن، أثمرت تبني إدارة الرئيس ​جو بايدن​ اقتراحاً بتقديم ​مساعدة​ مالية فورية للجيش بقيمة 60 مليون ​دولار​، ستطرحها على ​الكونغرس الأميركي​ للموافقة عليها، تحت بند دعم جهود ​مكافحة الإرهاب​.

ورغم ذلك رأت تلك الأوساط أن عدداً من قيادات الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس لا يزالون مترددين في القبول بتقديم تلك المساعدة، لأسباب تربطها بقصور الجيش في التصدي لهيمنة "​حزب الله​" وسيطرته على ​الحياة​ السياسية في هذا البلد، وأنهم يفضلون انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات الجارية بين واشنطن و​طهران​ للعودة إلى ​الاتفاق النووي​، لافتة إلى ان "الهدف الثاني لزيارة هيل أنها قد تكون أيضاً لتحريك ​المياه​ الراكدة في المشهد الداخلي اللبناني، في ظل «عروض» إعادة إعمار ​مرفأ بيروت​ التي تنهال سواء من ​فرنسا​ أو ​ألمانيا​ أو ​الصين​ و​روسيا​، وما يحيط بها من تناقضات وغموض".