رأت مصادر ​البطريركية المارونية​ في حديث لـ"الجمهورية" أنّ "هناك ​استقالة​ كاملة للمسؤولين ومراهقة سياسية متحكّمة بالبلد"، معتبرة ان "التأليف ينتظر الرئيس المكلف المطلوب منه إعداد تشكيلة وزارية أو تصوُّر وحمله الى ​رئيس الجمهورية​، كذلك مطلوب من رئيس ​مجلس النواب​ أن يخاطب رئيس الجمهورية ويتواصل معه ويضعه في أجواء اقتراحه". وأضافت "أحد لا يتحدّث مع أحد، ولا يخاطبون بعضهم بعضاً، فيما أنّ التخاطب بين المسؤولين في ​الدولة​ لا يحصل عبر وسائل الإعلام، بل يجري مباشرةً عبر المؤسسات، وليس أن يكون هناك من لا يريد أن يعطي قيمة لآخر، وأن تكون هناك حسابات صغيرة".

على رغم ذلك، أكدت المصادر أنّ مساعي ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ الحكومية مستمرّة، وهو لم يتوقف ولن يتوقف لجهة المبادرات والمساعي ويتشبث بالأمل دائماً. وتُترجم مساعي الراعي هذه عبر موفدين ووسطاء الى المعنيين بالتأليف. وأضافت "هناك كذب كثير وعدم ثقة. وهذه كارثة البلد الآن".

وأوضحت أنّ مقصد البطريرك من كلامه في عظته الأخيرة هو "الدعوة الى الإسراع في التأليف وهو يضع كلّ الضغط لتأليف ​حكومة​ وأن لا يتلهّوا بأمور أخرى، وهذا ليس تقليلاً لأهمية ​التدقيق الجنائي​ الذي نريده جميعاً ومنذ سنوات لكي ننتهي من ​السرقات​. لكن ليس أن نرمي شعارت لا يمكننا تطبيقها، فأي دولة ترغب في أن تتعامل معنا وتشفق علينا وتشحذنا أموالاً تريد حكومة، ولا يمكن أن نبقى دويلات داخل دولة وكلّ طرف «فاتح عحسابو". ورأت ان "ما يجري الآن جرّاء عدم تأليف حكومة هو تقوية الدويلات في ​لبنان​ على حساب الدولة، لكي تنمّي كل فئة الطائفية والمذهبية والحزبية على حساب الدولة، فحين تضعف الدولة ويكون هناك تأخير في ​تأليف الحكومة​ تنمو هذه الفطريات كلّها على حساب الدولة وتتجه كلّ فئة الى تخليص نفسها بنفسها وتفتح خطوطاً مع الخارج وترتّب أمورها وأوضاعها». وتخشى البطريركية من «أن يصل هذا الأمر الى حدّ اعتبار فئات أنه بات هناك خطراً أمنياً فتطلب التسلُّح من الخارج ونعود الى الحرب مجدداً".

وأكدت المصادر نفسها أنّ "العلاقة بين البطريرك و​الرئيس ميشال عون​ ممتازة ولا تشوبها أي مشكلة"، مشيرةً الى أنّ الراعي "يدعم موقف ​الرئيس عون​ وهو مشجّع وداعم له ويحاول أن يقوّي مواقف الرئيس في كل المناسبات"، معتبرة انه "هناك من يحاول استغلال المواقف وصب الزيت على النار والاصطياد في الماء العكر"، معلنةً أنّ "التواصل مستمرّ بين ​بكركي​ و​القصر الجمهوري​ وليس صعباً".