أبلغت مصادر سياسية موثوقة على صلة مباشرة بالملف الحكومي "الجمهورية" انّ ​المياه​ الحكومية ستتحرّك، فالملف الحكومي ومع زخم ​الاتصالات​، يبدو انه امام فرصة ثمينة واخيرة، ولكن في ظل الخلاف العميق بين ​رئيس الجمهورية​ ميشال عون ورئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​ لا يمكن المجازفة بتوقع ايجابيات ملموسة.

ولفتت المصادر الى ان الحراك الدولي الاخير فتح الباب مجددا على حركة مشاورات مكثفة على الخط الحكومي، مشيرة الى أن "​الساعات​ المقبلة ستكون زاخرة باتصالات على اكثر من خط، خصوصاً ان كل الخارج اكد على الحاجة الى تشكيل حكومة في ​لبنان​ في اسرع وقت ممكن، فضلاً عن ان هذا الحراك الخارجي تجاه لبنان، حشر المعطّلين في الزاوية، وحصرهم في "مكان واحد"، خصوصاً ان كل العناوين التي تم طرحها على حافة ملف التأليف، من ​التدقيق الجنائي​، الى ملف ​ترسيم الحدود​ وغيرها، قد اصطدمت كلها بحائط مسدود، وبمعنى ادق بحائط الفشل على تمريرها، وبحائط الحاجة الى تشكيل حكومة تقوم بهذه الامور، الى جانب ما هو منتظر منها على صعيد المهمة الأم التي ستشكّل على اساسها الحكومة، وهي الشروع في إجراء اصلاحات واتخاذ الخطوات المطلوبة لأخذ الوضع اللبناني الى واحة الانتعاش من جديد".

وتوقعت المصادر ان يكون الحراك الداخلي المتجدد بوتيرة اكثر كثافة، وذلك بالاستفادة من الظروف التي خلقها الحضور الخارجي، والاميركي تحديداً، لتشكيل حكومة اصلاحية متوازنة. واكدت ان وتيرة الاتصالات هذه ستشهد الزخم الواضح مع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى ​بيروت​.

على ان الأرضية التي سيتركز عليها الحراك الجديد، كما تشير المصادر، هي مبادرة رئيس ​المجلس النيابي​ ​نبيه بري​، التي تحظى بدعم خارجي عام، سواء من الفرنسيين او من الاميركيين الذين اكدوا على هذا الأمر خلال زيارة هيل، كونها وحدها تشكّل النافذة التي يمكن ان يعبر منها الحل الى حكومة متوازنة من اختصاصيين لا سياسيين، ولا ثلث معطلاً فيها لأيّ طرف. وبحسب المصادر، فإن طريق المبادرة ربما هي الآن أسهل مما كانت عليه قبل الزيارات الخارجية والاميركية الى بيروت، والتي أعادت تحديد خريطة الطريق الدولية الى الحل في لبنان عبر حكومة اصلاحات، وهو ما تؤكد عليه مبادرة بري، مضيفة: "فضلاً عن ان هذه المبادرة قد قطعت اكثر من ثلاثة ارباع المسافة الى الحل، وما يبقى منها ما يتصل ب​وزارة العدل​ وبالوزيرين المسيحيين من خارج الحصة الرئاسية ليس من النوع الصعب على الحل، بل هو قابل للحل سريعاً اذا ما توفّرت النية بتغليب تسهيل الحكومة على تعطيلها، وكذلك توفرت الرغبة والارادة الجدية والصادقة في تشكيل حكومة البلد في أمَسّ الحاجة اليها".

ورداً على سؤال اكدت المصادر ان "مهام القوى السياسية حائط، وثمة من حاول المراوغة بطرح امور مستحيلة، وثبت للجميع ان من يسلكون طريق الهرب من ​تشكيل الحكومة​ لا يملكون ان يتابعوا هذا الهرب، وصاروا وحدهم معزولين امام ​العالم​ كله، ولا يستطيعون اقناع احد بحججهم، ولذلك هناك حائط مسدود، ومبادرة بري تتلمّس في هذا الحائط ثغرة للنفاذ منها، ودفع القوى السياسية الى التفاهم، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ والرئيس المكلف"، مشيرة الى انه "مهما كان قرارهما او قرار اي منهما بعدم التفاهم والتعايش مع الآخر، فهما تِبعاً لواقع الحال اللبناني محكومان بأن يتفاهما في نهاية الامر ولو رغماً عنهما. ومبادرة بري موجودة، وليوفّرا على البلد هذا الانتظار"، لافتة الى ان "التعويل حالياً هو على حراك التأليف، حيث اذا ما امكن ​تحقيق​ خطوات الى الامام، فساعتئذ يمكن اعتبار الاسبوع المقبل حاسماً على الصعيد الحكومي".