اشار رئيس ​حكومة​ تصريف الاعمال ​حسان دياب​ الى إن وطننا يعبر نفقاً مظلماً، وال​لبنان​يون يعانون من العتمة، عتمة لا تقتصر على الكهرباء، وإنما أيضاً في لقمة العيش وفي ظروفهم الاجتماعية وفي مختلف يومياتهم. لقد بلغ لبنان حافة الانهيار الشامل، وللأسف، فإن تعقيداتٍ ما تزال تحول دون تشكيل حكومة بعد نحو تسعة أشهر على ​استقالة​ حكومتنا، بينما تتعمّق مآسي اللبنانيين، وهي لا تساهم، للأسف، في الدفع نحو تشكيل حكومة تبدأ بتطبيق ورشة الإصلاح انطلاقاً من الخطة التي وضعتها حكومتنا، وتستأنف المفاوضات التي كنّا بدأناها مع ​صندوق النقد الدولي​، بهدف استعادة الثقة ​الاقتصاد​ية والمالية بالبلد بعد الانهيار الذي وصلنا إليه بفعل عقود من الحروب والهدر و​الفساد​، والسياسات التي شجعت الاقتصاد الريعي على حساب الاقتصاد المنتج.

وفي كلمة له في السفارة اللبنانية في ​الدوحة​، لفت دياب الى ان دولة قطر الشقيقة وقفت دائماً إلى جانب لبنان. يحفظ اللبنانيون للإخوة القطريين أنهم أعادوا إعمار المدن والقرى والمنازل بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم والمدمّر على لبنان في العام 2006. ولا ينسى اللبنانيون رعاية قطر الكريمة لتفاهم اللبنانيين في اتفاق الدوحة، الذي أنهى أزمة وطنية في العام 2008. ويحفظ اللبنانيون أيضاً للإخوة القطريين أنهم كانوا في طليعة الدول التي هبّت فعلياً لمساعدة لبنان، بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت في العام الماضي، والذي دمّر المرفأ وأحياء عديدة من العاصمة اللبنانية. ولا ينسى اللبنانيون ان الأشقاء في قطر مستمرون بالوقوف إلى جانب لبنان، من دون ضجيج، وهم يمدّون يد المساعدة إلى اللبنانيين بطرق مختلفة، ومن دون تمييز بينهم، ولا استثمار في معاناتهم، ولا توظيف بحسابات سياسية.

اضاف دياب قائلا "اليوم، جئنا إلى الشقيقة قطر، نطرق بابها، كما سنطرق أبواب دول عربية شقيقة أخرى لم تتخلّ عن لبنان، وننتظر أن تفتح أبوابها لنا، كما فعلت الشقيقة قطر. وانا أوجّه نداء إلى كل الإخوة العرب، وأقول لهم إن لبنان في خطر شديد، ولم يعد يمكنه الانتظار، فلقد استنفدنا ما لدينا من إمكانات، وأصبح لبنان من دون حبل أمان. ونحن نتوقع منكم أن تكونوا إلى جانب هذا البلد الذي لم يبخل يوماً بتقديم التضحيات الجسام من أجل القضايا العربية، وأن تكونوا شبكة الأمان لحماية أشقائكم اللبنانيين".

ولفت الى إن لبنان يتوق لاستعادة التضامن العربي لا الوقوف على خطوط تماس الخصومة والفراق بين العرب ودفع فواتيرهما. فلا استقرار ولا استقلال للعرب مجتمعين ومنفردين إلا بإعادة الاعتبار للتضامن العربي. ونحن في لبنان، لا مكان لنا إلا كجسر للتواصل بين العرب، فالتضامن العربي يحمي وحدتنا وعروبتنا. ولهذا، يؤلمنا، كما يؤلمكم، حال عروبتنا، ونتطلع معكم لأن تنجلي الأيام العجاف، ولدي إيمان بأن الغيمة السوداء ستنجلي، وستستعيد العروبة الصافية أيامها.