أشار رئيس "​الحزب السوري القومي الاجتماعي​"، الأمين ​وائل الحسنية​، إلى أن "قيادة الحزب وضعت نصب عينيها أهدافاً واضحة تمثلت بالحرص على وحدة الحزب ومؤسساته، ووحدة القوميين الاجتماعيين كافة"، مؤكدةً "تمسكها بالثقة بين القوميين الاجتماعيين، وسعيها لعقد المؤتمر العام في شهر أيار المقبل، يليه انعقاد المجلس القومي لانتخاب مجلس أعلى جديد وهيئة منح رتبة الأمانة".

ولفت الحسنيّة، خلال اجتماع إداري لهيئات المنفذيات والمسؤولين الإداريين في ​لبنان​، إلى أنّ "​القيادة​ الحزبية منفتحة على كلّ المبادرات الإيجابيّة التي يبذلها الرفقاء والحلفاء والأصدقاء في سبيل الوصول بالحزب إلى برّ الأمان"، داعياً "كلّ المسؤولين والرفقاء إلى بذل كلّ الجهود اللازمة حرصاً على إنجاح المؤتمر العام والمجلس القومي". وجدّد "تمسّك الحزب بنهجه الصراعيّ المقاوم في مواجهة كلّ قوى الاحتلال والاستعمار و​الإرهاب​".

من جهته، أشار رئيس المجلس الأعلى النائب ​أسعد حردان​، إلى أن "موقف الحزب الثابت هو مع وحدة لبنان واستقراره وضدّ التقسيم ومع الوحدة الوطنية في لبنان"، لافتاً إلى تأييدهم لـ "​اتفاق الطائف​ لأنه أقام سلماً داخلياً في لبنان وأوقف الحرب وأعاد بناء وتوحيد مؤسسات ​الدولة​، وحدّد خيارات لبنان ومواجهة المشروع الصهيوني الذي يستهدف تقسيم لبنان وتفتيته وإلغاء دوره كقوة فاعلة في هذا المشرق".

وشدّد حردان على ضرورة "بناء دولة المؤسّسات التي تهتمّ بالمواطنين، والتوقف عن تقاذف التهم، وأن يتحمّل الجميع مسؤولياتهم"، معتبراً أنّ "الغلاء والضغوط وانهيار ​الليرة اللبنانية​ تشعر اللبنانيين بأنهم مقبلون على أوضاع صعبة، وإذا انهار ​الأمن​ الاجتماعي في لبنان انهار الأمن الأمني". وأفاد بأن "من يطلق نظريات اقتصادية ويحدّثنا عن انهيار ​الاقتصاد​ وعن مؤسسات ​القطاع الخاص​ التي أقفلت أو انتقلت إلى بلدان أخرى، يقدّم ​خبرية​ لكنه يتنصّل من المسؤولية! إنّ من أوصل البلد إلى هذه المرحلة عليه تحمّل مسؤولياته، وما يخبرنا به هو من صميم مسؤولياته وعليه العمل لمعالجة المشكلات الاقتصادية".

وتابع، "إن وحدة لبنان هي الأساس وكذلك مصلحة لبنان واللبنانيين، و​الحزب القومي​ معنيّ برفع الصوت تعبيراً عن موقفه المطالب بتشكيل ​حكومة​ إنقاذ في أسرع وقت ممكن، وأن تكون حكومة سياسية بامتياز تدير الشأن السياسي في الاقتصاد والأمن و​تحقيق​ الأمن الغذائي ومعالجة مشاكل ​الطرقات​ والسير و​البيئة​ والإنماء وكلّ مرافق ​الحياة​، ووقف هجرة ​الكفاءات​ والنخب، الذين لا يجدون لهم ملجأ لهم في لبنان".

ودعا حردان "القوى والنخب في البلد والفاعليات والمنظمات والمؤسسات الشعبية إلى إقامة هذا التيار أو هذه الجبهة التي تواجه الإرهاب". ولفت إلى أن "الحرب الإرهابية التي تتعرض لها ​الشام​ خفتت عسكرياً على إثر ما حققه ​الجيش السوري​ من إنجازات وانتصارات عسكرية، ولكن هذه الحرب فُتِحت اقتصادياً وما لم يؤخذ من الشام بالحرب العسكرية يحاولون أخذه من خلال الحصار الاقتصادي، وهذا ما حصل في لبنان".

وأضاف، "لا نريد للبنان أن يعود إلى الخلف عشرات السنين. لذلك، طرحنا أن يكون هناك تيار لاطائفي في لبنان يضمّ النخب والفاعليات والمثقفين والحركات الثقافية لتشارك في تعزيز الوحدة الوطنية والتحذير من مخاطر الطائفية والمذهبية"، مؤكداً أن "استمرار الخطاب الطائفي والمذهبي على هذا النحو من الشحن الغرائزي هو تمهيد للدعوات إلى فدراليات وكونفدراليات واللامركزية الموسّعة، وكلها دعوات تستبطن تقسيما مقنّعاً".

وفي السياق، أشار حردان إلى أنّ "نظرية الحياد قائمة منذ تأسيس لبنان قبل مئة عام، فكانت النتيجة حروباً أهلية واجتياحات اسرائيلية وتدميراً لمؤسسات الدولة". وشدد على أن "المطلوب تعزيز الثقافة القومية التي تعبّر عن وحدة ​المستقبل​ والمصير والحياة بين المجتمع الواحد، وألا نعطي خصومنا أية فرصة، فنحن نملك فكرة الوحدة وثقافة الوحدة".

وأوضح أنّ "الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب مؤسسات ونحن ذاهبون في الشهر المقبل إلى المؤتمر الحزبي الذي تليه ​انتخابات​ حزبية ليعبّر القوميون عن إرادتهم، فالقومي الاجتماعي ليس ضعيفاً بل يجاهر بإيمانه وقضيته علناً، والقوميّون قدّيسون مؤمنون بقضية أعطوها كلّ حياتهم، وإيمانهم بأنّ الدماء التي تجري في عروقهم ليست ملكاً لهم، بل هي وديعة الأمة فيهم متى طلبتها وجدتها، من هنا الجرأة هي المقياس والحيادية ضعف وانهزام".