بلغة الحسابات والارقام لن يشكل خروج رجل واحد ( ​ايلي الفرزلي​) من "تكتل ​لبنان القوي​" تلك المشكلة الكبيرة التي تعطب التكتل ورئيسه، كما لن يؤثر تخلي نائب رئيس ​مجلس النواب​ ايلي الفرزلي عن تحالفه مع ​الرئيس ميشال عون​ على الرئاسة الاولى، والتي تخوض معارك قضائية وسياسية وحكومية وضد الفساد، وتحاول انقاذ ما يمكن انقاذه من هذا البلد بعد عام ونيف على انتهاء الولاية.

هكذا توصف اوساط قيادية بارزة في "​التيار الوطني الحر​" لـ"الديار" تاثير خروج الفرزلي بالاقالة من تكتل "لبنان القوي".

وتقول الاوساط ان التباينات بين الفرزلي والتكتل ورئيسه الوزير ​باسيل​ ليست جديدة، وهي موجودة منذ ما قبل ​الانتخابات النيابية​ في العام 2018 ورغم ذلك تم دعمه في معركة انتخابات نيابة رئيس مجلس النواب، وصولاً الى مواقفه الاخيرة والتي دفعت الى إقالته.

فالمواقف التي اطلقها الفرزلي اخيراً ليست مقبولة وهي اكثر من تمايز وتناقض مع باسيل والعهد، وخصوصاً دعوته الجيش الى تسلم ​قيادة الجيش​، ومطالبته ​الرئيس عون​ بالاستقالة، وانتقاده ما قامت به القاضية ​غادة عون​ وهي تلاحق الفساد وتهريب الاموال من ​رياض سلامة​ الى ​ميشال مكتف​ وعشرات السياسيين ممن هربوا اموالهم قبل وبعد ثورة 17 تشرين الاول.

وتشير الى ان خروج رجل واحد، لن يؤثر على وحدة واصوات التكتل والقضايا التي يدافع عنها ولا يمكنه ان يساوم كرمى احد من اعضائه في اي ملف.

وتقول ان قبل الفرزلي خرج من التكتل كل من النائب ​ميشال ضاهر​ والنائبان المستقيلان ​ميشال معوض​ و​نعمة افرام​، ولم يتأثر "التكتل" وما زال فاعلاً وشغالاً.

وتنفي الاوساط الاجواء التي تقول ان باسيل فتح معركة الرئاسة مبكراً، اذ ان من المبكر الحديث عن الاستحقاق الرئاسي. وهناك اصوات مصرة على الاساءة للرئيس عون وموقع الرئاسة . ومنها التي تدعوه الى الاستقالة والتنحي واجراء انتخابات الرئاسية مبكرة وكلها مطالب ليست في وقتها وما زال هناك اكثر من عام نصف.

وبوجود الرئيس عون لا حديث عن الرئاسة والوزير باسيل لم يعلق رئاسياً، ولم يعلن ترشيحه وعند حلول الاستحقاق يصبح لاي كلام معنى لانه في وقته.

كما ترفض الاوساط القول ان هناك تبدلاً في التحالفات بخروج بعض الشخصيات من حول الوزير باسيل و"التيار"، وان هناك تخل مسيحي عن العهد و"التيار" والدليل ان حاضنته

الشعبية لا تزال موجودة وهي تؤيد خياراته السياسية. وما يقوم به حالياً من ​مكافحة الفساد​ والفاسدين. كما يصر "التيار" على اجراء ​الانتخابات الفرعية​ ولكونها تؤكد انها استفتاء صغير على شعبيته وانه يتوقع الفوز بـ3 مقاعد من اصل 9 مسيحية شاغرة.

في المقابل ترى اوساط مسيحية وسياسية متابعة، ان بخروج النائب الفرزلي من تكتل باسيل ومن العلاقة المتينة مع الرئيس عون، يشكل خسارة سياسية ومعنوية وقد لا تكون "عاطبة" لهما رغم ما يمثله الفرزلي ارثوذوكسياً . ولكنها تؤشر الى ان عون وباسيل و"التيار" يفقدون الحاضنة ​المسيحية​ اكثر فأكثر كلما اقترب موعد الاستحقاق الرئاسي حيث سيكون الفرز المسيحي والماروني تحديداً اكبر واوسع.

ومع خروج الفرزلي من التكتل بالاقالة، وقبله وقف العمل باتفاق ​معراب​ وعودة التشنج بين "التيار" و"​القوات​" وقبلهما خروج النائب السابق ​سليمان فرنجية​ من التكتل قبل ​الانتخابات الرئاسية​ في العام 2016، ستزيد التحديات امام باسيل والتكتل مع اقتراب الاستحقاقات السياسية والانتخابية العام المقبل، وخصوصاً مع استفحال الازمة الاقتصادية والمالية وتعثر ​تشكيل الحكومة​، والقاء العديد من الافرقاء السياسيين واللبنانيين مسؤولية التعطيل عليه، بنسبة اكبر من مسؤولية الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ بذلك.