أكّد عضو "الخط التاريخي" المحامي أنطوان ​نصرالله​ أن "السبب الرئيسي للتأخير الحاصل في ملف تشكيل ​الحكومة​ هو داخلي بامتياز، وتأثير الخارج محدود في هذا المجال"، لافتا الى أن "المسؤولين في ​لبنان​ يفكّرون اليوم بمصالحهم الشخصية لا مصالح المواطنين، والهمّ الأساسي لديهم هو كيفيّة المحافظة على وجودهم في المرحلة المقبلة، خصوصا أنّها تحمل متغيرات وتبدلات على المستويين الإقليمي والداخلي".

وفي حديث لـ"النشرة"، لفت نصرالله الى أن "المنطقة أمام إعادة تفعيل للإتفاق الأميركي-الايراني حول الملف النووي وإن بشروط جديدة، وداخليا ترتسم صورة جديدة بدءا من ​الانتخابات النيابية​ في العام 2018 مرورا بحركة 17 تشرين 2019 وصولا الى اليوم، فهناك بعض الاحزاب بدأت تفقد حضورها، ودور بعض الشخصيات شارف على الانتهاء نتيجة العمر، فكل هذه المعطيات تمنع المسؤولين من التفكير بمصالح البلد".

ورأى نصرالله أن "لبنان وبكل أسف بات على شفير المجاعة، فعندما نسمع عن حجم ​الاموال​ المتبقّية في ​مصرف لبنان​، وأن المنظمات الدولية تدرس إرسال ​مساعدات​ لنا ورميها من السماء، كل ذلك يدعو للخوف على مصيرنا ومصير البلد"، مشيرا الى أن "​النقاش​ الدائر بين المسؤولين حول ​البطاقة التمويلية​ مؤشر على قلّة الحيلة لديهم، وقد سبق لهم أن اقرّوا سلفة ​الكهرباء​ من ​أموال المودعين​ التي يدّعون أنها من المقدسات".

وأسف نصرالله لكل ما يجري في البلد في ظلّ غياب الإصلاحات المطلوبة، معتبرًا أن "المناوشات بين القوى السياسية تحمل طابعا شخصيا ولا علاقة لها بالخلافات حول الاصلاحات أو البرامج"، مشددًا على أن "المشكلة بين رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ ورئيس ​التيار الوطني الحر​ النائب ​جبران باسيل​ غير مفهومة، كما لم نفهم سبب اتفاقهما سابقا الا من خلال المصالح الشخصية الضيقة"، محذرا من أن "الخلاف على الساحة المسيحيّة بين باسيل ورئيس ​حزب القوات اللبنانية​ ​سمير جعجع​ قد يؤدي الى ​اشكال​ كبير يقضي على ما تبقى من مسيحيين في لبنان".

ودعا نصرالله، رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري الى العودة للبنان وعدم المغادرة قبل تقديم تشكيلة حكوميّة ل​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​، واذا فشلا في الاتفاق حولها لا بد من مصارحة اللبنانيين، لأن الوضع الذي نعيشه دقيق للغاية ولا يجوز الاستمرار به"، مبديًا تخوفه من حصول تفلّت في الشارع في الاسابيع المقبلة مع تزايد الحديث عن ​رفع الدعم​ والدخول في العتمة الشاملة، داعيا "المعارضة الحقيقية الى الاتفاق على برنامج عمل موحد".

وفي الختام، شدّد نصرالله على أن "​القضاء​ في لبنان كما بقيّة المؤسسات لديه الحسنات والسيئات، ولكن الحرب التي تشنّ عليه لا توصل الى مكان"، مؤكدًا أن "القضاء فيه شوائب عديدة وبحاجة للإصلاح، أما تهديمه كمؤسسة ورمي كل المسؤوليّة عليه كما حصل في قضيّة ​انفجار مرفأ بيروت​ يضر بالبلد".