كشفت معلومات صحيفة "الشرق الأوسط"، تعليقًا على شحنة الرمّان الّتي ضُبطت مؤخّرًا في ​السعودية​ بعد تصديرها من ​لبنان​، وتبيّن أنّها تحتوي على حبوب كبتاغون، أنّه "تبيّن أنّ حبّات الرمان المسمومة أُدخلت إلى لبنان باسم ثلاثة أشخاص لبنانيّين، اثنان منهم من ​طرابلس​ والثالث من ​البقاع​ الغربي، وتردّد أنّ الأخير لجأ إلى ​سوريا​ بينما لجأ الآخران إلى ​تركيا​".

ولفتت إلى أنّ "عدد الموقوفين رهن التحقيق في ملف الرمان الملغوم بلغ سبعة أشخاص، من بينهم أشقّاء للأشخاص الفارّين إلى تركيا وسوريا، وأَنكروا لدى إخضاعهم للتحقيق معرفتهم بوجود ​الكبتاغون​ داخل حاويات الرمّان، وأنّ دورهم اقتصر على الجانب اللوجيستي، فيما يُفترض بالتحقيق أن يتوسّع لجلاء الأسباب الكامنة وراء التوقيع على شهادات المنشأ المزوّرة لـ"تشريع" شحن الرمّان الملغوم إلى الخارج على أساس أنّه مُنتج محلّي، مع أنّه يُفترض بالمعنيّين التنبُّه لأمرين: الأوّل أنّ الموسم الآن ليس موسم الرمّان، والآخر أنّه لم يسبق تصديره إلى الخارج لعدم توفّر الاكتفاء الذاتي".

وبالنسبة إلى المعامل الّتي تتولّى تصنيع "الكبتاغون" تمهيدًا لتهريبه إلى الخارج، علِمت "الشرق الأوسط" من مصادر مواكبة للاتصالات الّتي تجريها السعودية و​دول الخليج​ بالمعنيّين الأمنيّين في مجال ​مكافحة المخدرات​، أنّ "هذه المعامل كانت موجودة في عدد من المناطق الممتدّة ما بين البقاع الشمالي والحدود المتداخلة بين ​لبنان وسوريا​، لكنّها دُمّرت بعد إخراج المجموعات الإرهابية منها، ولم يبقَ منها إلّا القليل الّتي تتولّى تصنيع الكبتاغون بكميّات محدودة، لعدم توافر الأجهزة المتطورة لصناعتها؛ وبالتالي فإنّ ما تنتجه يبقى محصورًا في الترويج لـ"منتجاتها" في الداخل اللبناني".

وأكّدت المصادر نفسها أنّ "مصانع الكبتاغون موجودة الآن في المناطق الحدوديّة داخل ​الأراضي السورية​"، مشيرةً إلى أنّ "حسن دقو يتمتّع بنفوذ من المنظومة الأمنيّة السورية الفاعلة". ولفتت إلى أنّ "تنظيمَي "داعش" و"​جبهة النصرة​" كانا خلال وجودهما في البقاع و​جرود عرسال​، على تواصل مع جهات سوريّة نافذة تؤمّن لها مسالك التهريب عبر الأراضي السوريّة ومعابرها إلى دول الخليج".

كما ذكرت أنّ "دقّو فوجئ بدهم إحدى شققه في ​الرملة البيضاء​ من ​شعبة المعلومات​، الّتي صادرت منه أكثر من ثلاثة ملايين دولار، وكان يستعدّ لوقف تصنيع الكبتاغون، وهو استبق قراره بإحالة نفسه على التقاعد بملء إرادته، وقام بتصنيع مئات الملايين من حبوب الكبتاغون تمهيداً لتهريبها إلى الخارج، لزيادة ثروته الّتي تقدَّر حاليًّا بمئات الملايين من الدولارات".

وأكّدت المصادر أنّ "ممثّلين من السعودية ودول الخليج العربي يتردّدون من حين لآخر على ​بيروت​، لملاحقة وقف عمليّات تهريب الكبتاغون إلى بلدانهم، وهم يتواصلون مع الجهات الأمنيّة المعنيّة بمكافحة المخدرات التابعة ل​قوى الأمن الداخلي​"، وركّزت على أنّ "الدول المتضرّرة من تدفّق "الهدايا المسمومة" إلى أراضيها تتعامل مع تهريبها من خلفيّة سياسيّة وأمنيّة، تتجاوز نظر البعض إليها في لبنان على أنّها مجرّد تدابير وقائيّة وليست سياسيّة، انطلاقًا من الأخطار الّتي تهدّد مجتمعاتها".

إلى ذلك، رأت هذه المصادر أنّ "اجتماع ​بعبدا​ عُقد من باب رفع العتب، ولم تصدر عنه إجراءات وتدابير جذريّة تتجاوز التقصير الحاصل من وزارتَي الزراعة والاقتصاد و​الجمارك​ حيال عدم التدقيق في الشحنة المخدّرة، ليس لغياب الأجهزة الكاشفة على الحاويات فحسب، وإنّما لتغييب أي تدبير لضبط الحدود بين البلدين، ولقطع الهواء عن المصانع لإقفالها والتشدّد في ملاحقة التهريب "المنظّم" الّذي قد ينطوي على خلفيّة سياسيّة".