جزم متواصلون مع قائد ​الجيش​ ​العماد جوزيف عون​، بأنّه لا يفكر في ​رئاسة الجمهورية​، معتبراً انّ كل ما يُشاع في هذا المجال هو من نسج ​الخيال​، ويندرج في إطار محاكمة النيات.

ونقلت مصادر مطلعة على موقف عون لـ"الجمهورية" تأكيده، انّ همّه الوحيد محصور في حماية ​الأمن​ والاستقرار وتحصين ​المؤسسة العسكرية​ وتأمين متطلباتها، خصوصاً وسط هذه الظروف الصعبة. وان ليس لديه لا الوقت ولا الحماسة من أجل التخطيط للوصول إلى الرئاسة. وفي رأيه، اذا انهارت المؤسسة العسكرية لن تبقى رئاسة جمهورية حتى يتنافسوا عليها. فالجيش هو صمام الأمان للوطن والمؤسسات، ولا اولوية حالياً غير المحافظة عليه وتعزيز مناعته.

ولفت المحيطون ب​اليرزة​، الى انّهم سمعوا من عون بأنّه لم يبحث في مسألة الرئاسة، لا مواربة ولا مباشرة، مع أي شخصية داخلية او دبلوماسية، وانّه خلال استقبالاته للسفراء لم يحصل ان ناقش هذا الامر معهم او ناقشوه معه.

ونقل هؤلاء عن عون تساؤله: "هل الطامح الى رئاسة الجمهورية يمنع منعاً باتاً تدخّل السياسيين في شؤون المؤسسة العسكرية كما فعلت، الامر الذي أزعج بعضهم؟ وهل يصدر عنه الخطاب الذي ألقيته قبل فترة ما أدّى إلى تململ كثيرين في الطبقة السياسية؟".

وأشار القريبون من عون، الى انّه استطاع قطع الأصابع التي كانت تتغلغل في الجيش من خارجه للتدخّل او التأثير في التشكيلات و​التعيينات​، منطلقاً من قاعدة انّ ولاء العسكري والضابط هو حصراً لمؤسسته وقيادته وليس للطائفة او الزعيم، لافتين إلى ان "عون لا يزور احداً من السياسيين في منزله او مكتبه، على الرغم من الدعوات التي تُوجّه إليه، وإنما يزور فقط ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ ورئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ ورئيس ​حكومة​ ​تصريف الأعمال​ ​حسان دياب​، ربطاً بالمواقع الدستورية التي يشغلونها".

وأكدوا ان "العلاقة مع رئيس الجمهورية، ممتازة ومميزة، ويلتقيه مرة او مرتين في الأسبوع، إلى جانب التواصل الهاتفي المستمر". وروى العارفون أنه "عندما قيل بأنّ العلاقة بين الرجلين ساءت وتدهورت بعد الخطاب الشهير لقائد الجيش أمام كبار الضباط، كان ​الرئيس عون​ يلتقيه في ​قصر بعبدا​ في جلسة ودية، لم تخل من المزاح". وأضافوا "يبدي قائد الجيش انفتاحاً على الجميع، مع تمسّكه في الوقت نفسه بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع، مستنداً الى معادلة ان ليس له عدو او خصم في الداخل".

اما في خصوص علاقته بـ"حزب الله"، فأكدوا انها جيدة ومبنية على الثقة المتبادلة، انطلاقاً من اقتناع عون بأنّ الحزب لبناني ويمثل شريحة واسعة، وهذا واقع لا يمكن تجاهله. وليس صحيحاً، وفق ما يُنسب اليه، انّ الحزب يغطي المخالفين والمرتكبين في ​البقاع​ والضاحية وغيرهما، او يضع قيوداً على مهام الجيش هناك، بل يدعمه في مهامه الميدانية وهو مرتاح الى ما يفعله الجيش لفرض القانون وضبط الأمن.