لفتت صحيفة "الغارديان" البريطانيّة، في تقرير حول ارتفاع أعداد حالات الإصابة بفيروس "كورونا" في ​سوريا​، تحت عنوان "الملايين في خطر جرّاء تصاعد حالات الإصابة بمرض "​كوفيد 19​" في سوريا وسط نقص في لوازم الاختبارات والأوكسجين"، إلى أنّ "وكالات الإغاثة و​الأمم المتحدة​ حذّرت من أنّ الموجة السريعة والمتسارعة من "كورونا" وحالات النقص في اللوازم، كأدوات الاختبار والأوكسجين، تعرّض الملايين من الناس في عموم سوريا، الّتي تمزّقها الحرب، لخطر الفيروس".

وأشارت إلى أنّ "على الرغم من الأرقام الرسميّة لحالات الوفاة جرّاء الإصابة بـ"كوفيد 19" منخفضة مقارنةً بمناطق أخرى من ​الشرق الأوسط​، إلّا أنّ جمع بيانات موثوقة في سوريا هو أمر شبه مستحيل. كما أنّ البلاد تعيش حالة من الضعف، إذ أدّت 10 سنوات من الحرب إلى تدمير البنية التحتية والاقتصاد وأنظمة الرعاية الصحيّة"، مركّزةً على أنّ "حوالي 90 في المئة من السوريّين، في مناطق سيطرة الحكومة والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة ومناطق سيطرة الأكراد، يعيشون الآن في ظلّ ​الفقر​".

وذكرت الصحيفة، في التقرير، أنّ "بعد مرور أكثر من عام على أزمة "كورونا" العالميّة، لا تزال مرافق إجراء الاختبارات في البلاد غير موجودة تقريبًا، ما يجعل من المستحيل على العاملين في مجال الرعاية الصحيّة تقييم أثر المرض أو التمكّن من احتوائه"، مبيّنةً أنّه "لا يوجد في مناطق شمال شرق البلاد الخاضعة لسيطرة القوات الكردية، إلّا مختبر واحد لإجراء فحوصات "كورونا"، وأنّ مخزونه من أدوات الفحص سينضب على الأرجح خلال الأيّام السبعة المقبلة، مع ارتفاع عدد حالات الإصابة".

وأوضحت أنّ "هناك أكثر من 5300 إصابة مؤكّدة سُجّلت في نيسان وحده، وهو رقم يزيد عن نصف إجمالي الإصابات في عام 2020 كلّه، بحسب لجنة الإنقاذ الدوليّة. كما أنّ أكثر من 47 في المئة من الفحوصات تأتي إيجابيّة"، مفيدةً بأنّ "سبع منشآت للعلاج مموَّلة من الأمم المتحدة ومن منظّمات غير حكوميّة، اضطرّت إلى الإغلاق بسبب نقص التمويل، وأنّ العدد القليل من المرافق العلاجيّة الّتي بقيت مفتوحة وصل إلى أقصى طاقته، إذ بدأت إمدادات الأوكسجين بالنفاد".

كما كشفت عن أنّ "مناطق شمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلّحة والمقاتلين الإسلاميّين، تلقّت أوّل شحنة في البلاد من ​اللقاحات​ المضادة لفيروس "كورونا" الأسبوع الماضي، بموجب برنامج "كوفاكس" التابع للأمم المتحدة. ويُتوقّع أن تبدأ قريبًا حملة التطعيم باستخدام 53 ألفًا و800 جرعة من لقاح ​أسترازينيكا​".

وأكّدت الصحيفة، أنّ "الطلب على اللقاحات يفوق بكثير العرض في الوقت الحاضر، ففي إدلب والمنطقة المحيطة بها فقط، يعيش ثلاثة ملايين مواطن في ظروف إنسانيّة قاسية، ومن الصعب تطبيق التباعد الاجتماعي والإجراءات الأخرى لاحتواء المرض".