مرّ 187 يوماً على ​تكليف​ ​سعد الحريري​ ل​تشكيل الحكومة​ في 22 تشرين الأول الماضي، وفشلت الطبقة السياسية كلها، خلال هذه الفترة من تحرير ​لبنان​ من أزمته، في ظل تقاذف للمسؤوليات والاتهامات بين جميع الأفرقاء.

وفي حين بدأت معظم القوى السياسية تبشر اللبنانيين بالإنهيار الشامل، مع إقتراب موعد الإعلان عن عدم قدرة ​مصرف لبنان​ على الإستمرار ب​سياسة​ الدعم، لم يفكر أي منها في ضرورة الذهاب سريعاً إلى إقرار البديل أو تقديم التنازلات والتخلي عن الولاءات الخارجية من أجل تشكيل الحكومة، التي من المفترض أن تتولى أخذ القرارات المطلوبة.

في هذا السياق، حولت تلك القوى غالبية اللبنانيين إلى خبراء في موضوع البطاقة التموينية، التي يسمع بها المواطنين على مدار الساعة منذ أشهر، من دون أن يتم إقرارها أو إنجازها، كيف توقف مسلسل الهدر القائم على حساب ودائع اللبنانيين في ​المصارف​، بسبب سياسة تقاذف المسؤوليات في ما بينها ورغبة معظمها في رمي المسؤولية على كاهل حكومة ​تصريف الأعمال​، على أساس تخلي الجميع عنها وعدم وجود حاضنة سياسية لها.

بناء على ما تقدم، بات المواطنين أمام حكومة تصريف الأعمال لم تنجح في إنجاز ما هو مطلوب منها وأمام قوى سياسية لا مسؤولة لم تعتد إلا سرقة ​المال​ العام وتوزيع مقدرات ​الدولة​ على المحاسيب، فهل تنتظر تلك القوى من المواطنين أن يقروا هم البطاقة التموينية التي يتحدثون، ليلاً نهاراً، عن أهميتها أم المطلوب منهم هم أن يتحملوا مسؤولية الكارثة التي أوصلوا البلاد إليها؟