أكّد الوزير السابق ​غسان عطالله​، أن "المعطيات في ملف ​تأليف الحكومة​ لا تزال على حالها، وكل المكونات اللبنانيّة تؤيد خيار التأليف في أسرع وقت ممكن، باستثناء ​تيار المستقبل​ ورئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​، الذي بدا واضحا منذ اليوم الأول لتكليفه أنه عاجز عن التأليف أو إنتاج صيغة جديدة لإنقاذ البلد".

وفي حديث لـ"النشرة"، رأى عطالله أنّ "ما تبدل اليوم هو وضوح الصورة لدى الداخل والخارج بما لا يقبل الشك بأنّ كل محاولات المعالجة الداخليّة كان مصيرها الفشل، فالحريري على ما يبدو ينتظر إشارات خارجيّة مرتبطة بإشكاليات خاصة أو تغيرات في المنطقة لتأليف الحكومة فيما لبنان ينهار أكثر فأكثر"، متسائلا: "من يسأله عن هدر كل هذا الوقت والسماح لكل هذه الدول بالتدخل في شؤوننا؟ هل مسموح أن يترك لبنان رهينة بين يديه"؟.

وعن تأكيده قبل أشهر بأنّ الحريري لن يشكل أيّ حكومة في عهد ​الرئيس ميشال عون​، استذكر عطالله حديثه، معتبرًا أن "مشكلته شخصية وهو ليس بحجم ما يجري في البلد، وليس قادرا على مواجهة المشاكل التي تعصف بلبنان"، مبيّنا بأن "الخيارات أمامه باتت محدودة جدًا، فعليه ان يقدّم التنازلات فإما أن يشكل الحكومة من دون شروطه السابقة وإلا سيعتذر"، كاشفا أن "النصف الثاني من شهر أيار سيكون حاسماً في مجموعة من المواضيع الساخنة فيما يتعلق بالوضع السياسي اللبناني، ومن الضروري على البعض في الداخل عدم الدخول في رهانات خاطئة".

وعن زيارة وزير الخارجية الفرنسي ​جان إيف لودريان​ الى بيروت، شدّد عطالله على أن "لبنان ليس مستعمرة لأحد وهو بلد مستقل، وحبّذا لو أنّ الأخوة الفرنسيين الذين يلوّحون اليوم بعقوبات على السياسيين اللبنانيين استعانوا بهذا الضغط لمنع الذين كانوا يساعدونهم في أكثر من محطة من هدر المساعدات، لما كنا وصلنا الى هنا".

وتابع عطالله أن "​فرنسا​ نظّمت مؤتمرات باريس 1 و2 و3 وقد سُرِقت وهُدِرت كل الاموال التي حصل عليها لبنان في هذه المؤتمرات، ومن حقّنا أن نسأل لماذا لم تتعامل فرنسا بمبدأ الحساب مع السلطة آنذاك"؟، معتبرًا أنه "بالنسبة لنا فرض العقوبات على الفاسدين لا يطالنا، أما اذا كانت ستطال معرقلي تشكيل الحكومة فالفرنسي يعلم أكثر من غيره بالجهة المعرقلة، خصوصا بعد موافقة رئيس ​التيار الوطني الحر​ النائب ​جبران باسيل​ على لقاء الحريري في باريس قبل مدة، في حين رفض الأخير"، متمنّيا أن "تقوم فرنسا بمطالبة البنوك الأوروبيّة بكشف حسابات السياسيين لديها، ففيها أكبر تجمع للمال الفاسد الذي تم حصده في لبنان".

من جهة أخرى، رأى عطالله أن "الفريق الذي اتّخذ الخيارات الخاطئة في بيروت، خصوصا في السنوات الـ10 الماضية، ودعم المنظمات الارهابيّة في ​سوريا​، هو من سيدفع ثمن التسويات المقبلة في المنطقة"، معتبرًا أنّه "إذا كانت التسويات على حساب بعض الشخصيّات السّياسية في لبنان التي من الضروري أن تدفع ثمن خياراتها نكون عندها قد سلكنا الطريق الصحيح، أمّا اذا كانت على طريقة تدوير الزاويا وأبقت الأسماء نفسها بحجة التوازنات فعندها لن نصل الى نتيجة".