من بيروت العروبة و ​المقاومة​، رسالة قومية عربية إلى شعب ​فلسطين​ عموماً والى والمقدسيين خصوصاً والى أحرار الأمة العربية.

إن يوم ​القدس​ العالمي ليس يوماً كباقي الأيام وليس مجرد مناسبة لاعتلاء المنابر وإلقاء الخطب الرنانة للتذكير بهوية بالقدس العربية لأن قلوبنا وانظارنا ترحل الى القدس والى ​الاقصى​ و​كنيسة القيامة​ والى ازقتها العتيقة في كل يوم وفي كل ساعه.

القدس فيها تلتقي الأديان والحضارات وعظمة الرسالات الإلهية التحررية فانتفاضة القدس في هذا العام جاءت تعبيراً عن ايمان راسخ بهوية القدس العربية وانتصاراً للحق وللإنسانية، فالقدس هي بوصلة الأمة العربية ومجدها وتاريخها، والقدس هي قطب الرحى.

يوم القدس العالمي هو يوم رسالة إلهام لأجيالنا العربية بضرورة الاستمرار في رفع شعلة الواجب المقدس الا وهو التصميم على تحرير زهرة المدائن من نير احتلال صهيوني اطاح بالرسالات الالهية وبقواعد الانسانية وبالقرارات الاممية مرتكباً ابشع ​جرائم القتل​ المتعمد والتهجير القسري والاعتقالات التعسفية بحق شباب واطفال وعائلات المقدسيين الميامين .

إن يوم القدس العالمي من كل عام هو يوم مجيد وبالاخص في هذا العام لانه ترافق مع انتفاضة المقدسيين وجيل ​الشباب​ الفلسطيني المتوارث تعلقه بفلسطين وبعروبة بالقدس.

ان جذوة انتفاضة باب العمود وحي الشيخ الجراح و​نابلس​ و​الخليل​ وغزة لن تنطفئ وستبقى متقدة لتؤكد سقوط ​صفقة القرن​ وكل صفقات ​السلام​ والتطبيع الواهية مع عدو مغتصب و بأن القدس كل القدس هي حق لنا ولاجيالنا.

ان تناوب الاجيال الشابة الدفاع عن القدس جيل بعد جيل هي رسالة صارخة بانهم حملوا مشعل الحرية ولن يبدلوا تبديلا حتى بلوغ التحرير وبأن الجيل الجديد مدرك لاستحالة السلام مع ​العدو الاسرائيلي​ وبان ما من حق يُستًرد بإبرام صفقات سلام مذلة او لمجرد هرولة بعض العرب الى تطبيع مخز مع عدو محتل ومُغتصَب أو لمجرد التبرع ببعض فتات مال تفوح منه رائحة البترول تقدمه أنظمة عربية متواطئة تعودت شراء الذمم،

ان تاريخ صراعنا مع هذا العدو المغتصب أثبت لنا وبالاخص لاجيالنا الشابة ​الجديدة​ صحة وصوابية قول الزعيم العربي ​جمال عبد الناصر​ بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة فلا سلام ولا مساومة ولا اعتراف بالمحتل مهما بلغ جبروته ومهما بلغت الضغوط الامريكية والرجعية العربية.

إن هول ما تتعرض له القدس من محاولات التهويد ومحاولات التغيير الديموغرافي يجب أن يكون الدافع الرئيسي نحو ترسيخ وحدة الموقف الفلسطيني مشكلاً القاطرة لاحرار الأمة العربية، والأساس لبناء الأرضية الصلبة الداعمة لانتفاضة ​الشعب الفلسطيني​ بوجه الاحتلال فلتكن ​الانتفاضة​ والمقاومة خياراً وحيداً استراتيجياً لتحرير زهرة المدائن ولتحرير كامل التراب الفلسطيني.

إن فلسطين هي البوصلة و القضية،أما القدس فهي نبض القضية ويجب أن تكون الهدف الجامع لكل ​الفلسطينيين​ وللعرب الخُلّص للدفاع عنها لبقائها في قلب الأمة النابض والعاصمة الأبدية لفلسطين العربية.

ايها المقدسيون ايها ​الفلسطينيون​ انتفضوا في يوم القدس العالمي نصرة للقدس وقاوموا الاحتلال واجعلوا من انتفاضتكم ومقاومتكم آية تُدرّس في كُتب النضال المشرّف، لتبقى القدس عربية الهوية موحدة و عاصمة لفلسطين العربية شاء من شاء وأبى من أبى.

أقول لكم وإني على يقين مخلص لفلسطين:

إن ضاعت القدس ضاعت كل فلسطين، وإن ضاعت فلسطين ضاعت الأمة العربية وضاع معها تاريخها وعزتها وكرامتها وحضارتها. والعياذ بالله.

في الختام نقول:

من تخلى عن القدس تخلى الله عنه وهزمه، ومن أعز القدس أعزه الله ونصره، وإنني على ثقة بأن النضال والكفاح والانتفاض وبذل الدماء ضد العدو الصهيوني دفاعاً عن القدس هو التكليف الالهي الذي يبشرنا بان القدس محررة عاصمة فلسطين العربية باتت اقرب من اي وقت مضى