كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ"الجمهورية" ما ابلغه الوزير الفرنسي لمن التقاهم، كما يلي: اولاً، حرص الوزير الفرنسي على إظهار جديّة في حديثه، وإبقاء ملامح الغضب قائمة على وجهه، خصوصاً حينما قارب موضوع العقوبات الفرنسية، حيث اكّد انّ الإجراءات والخطوات الوطنية التي اتخذتها ​فرنسا​ بحق معطّلي الحل في ​لبنان​، كان لا بدّ من اتخاذها، وهي ستستمر بوتيرة اسرع وأشدّ بحق هؤلاء، الذين يعطّلون بلدهم، لافتة الى انّ لودريان لم يسمّ احداً ممن شملتهم الإجراءات الفرنسية، كما لم يوضح ماهية هذه الإجراءات مع انّ كل من التقاهم كانوا ينتظرون منه ان يصرّح ولو بإسم واحد وخلاصة ما تمّ استنتاجه مما قاله لودريان، هو انّ ​باريس​ على دراية تامة بوقائع لبنان وحقائق ما يجري فيه، لا يستطيع اي معطّل ان يخفي وجهه، ولا تنفع مع باريس اي محاولات من المعطّلين لحجب ادوارهم ومواقفهم والتنصّل من مسؤوليتهم التعطيلية التي تراكمت منذ اطلاق الرئيس ​ايمانويل ماكرون​ لمبادرته.

واشارت المصادر الى ان لودريان قال خلال لقاءاته: "فرنسا متضامنة الى أبعد الحدود مع ​الشعب اللبناني​.. نحن حزينون عليكم، ولا نفهم لماذا لم تبادروا حتى الآن الى انقاذ بلدكم".

واعتبرت أنه "لعلّ الأهم في ما حمله لودريان هو ابلاغه من التقاهم بصورة حاسمة وجازمة، بأنّ الازمة في لبنان داخلية وفي هذا المجال، نُقل عنه قوله ما مفاده: "المشكلة القائمة في لبنان هي مشكلة داخلية مئة في المئة، وهي متأتية من أحقاد شخصية، فلا وجود لأي عامل خارجي يمنع الحل في لبنان ويعطل تشكيل ​الحكومة​ فيه، ولدينا تأكيدات على ذلك. وعلى انّ ​المجتمع الدولي​ يريد ان يرى حكومة في لبنان، تشرع في مهمة الإنقاذ وإجراء اصلاحات"، مؤكدة أن "هذا الكلام ينفي ما تردّد في لبنان أخيراً عن عقبة سعودية امام الحكومة، و"فيتو" من ​السعودية​ على رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​".